ثقافة

من أمام الكاميرا إلى خلفها.. أمال علوان “حرباء” الدراما التونسية العاشقة للتغيير

جمعت في تجسيدها لأدوارها بين الإغراء والاحتشام.. اللين والقسوة.. الغرور والتواضع.. أمال علوان “وردة” متفتّحة على الإبداع تمثيلا وإخراجا وتقديما

صابر بن عامر

هي “وردة” النساء التونسيات المتعلّمات في زمن الاستعمار في مسلسل “وردة” (1993) لحمادي عرافة.

مسلسل قدّمها إلى جمهور الشاشة الصغيرة بتونس والمغرب العربي، فأحبّها وعشق حضورها القويّ أمام الكاميرا، ومن ثمة خلفها مخرجة لبعض البرامج التلفزيونية والابتهالات الدينية في رمضان بصوت زوجها نافع العلاني، بعد سنوات من ظهورها الأول بـ”وردة”.

وأيضا من خلال إخراجها لبرنامج “أفلا تتفكّرون” الذي يُعرض يوميا خلال الشهر الفضيل، قُبيل أذان المغرب.

وهي الراقصة البارعة في مسلسل “عنبر الليل” (1999) للحبيب المسلماني الذي قدّمها في دور “حبيبة” أحد أهم أدوارها التلفزيونية على الإطلاق.

وهي المرشدة الاجتماعية في “منامة عروسية” (2000) لصلاح الدين الصيد.

وهي زوجة الأب القاسية والانتهازية في “دروب المواجهة” (2002) لعبدالقادر الجربي.

وهي “سحر” والأدق “صحراء” الزوجة المتسلطّة والمُتعالية القادمة من الآفاق والمتنصّلة من جذورها في سيتكوم “جاري يا حمودة” (2004) لعبدالجبار البحوري.

وهي “معلّمة” القرية المحبّة لتلاميذها في الفيلم التلفزيوني “ريح الفرنان” (1997) لحمادي عرافة إخراجا ونور الدين الورغي كتابة.

وهي أيضا “أمال” (اسمها الأصلي) في مسلسل “صيد الريم” (2008) لعلي منصور.

هي كلّ ما تقدّم، وأكثر، من أدوار مرجعية في الدراما التونسية، بل والعربية أيضا، أبرزها “كاملة أبو زيد” إلى جانب الراحل نور الشريف في المسلسل المصري “ما تخافوش” (2009) للمخرج يوسف شرف.

وأيضا “مادلين” في المسلسل المصري “فرح العمدة” (2012) لأحمد صقر إلى جانب كل من غادة عادل، أيتن عامر، وصلاح عبد الله.

هي حرباء الدراما التونسية بلا منازع، جمعت في تجسيدها لأدوارها بين الدلع المحتشم والإغراء السافر.

وهي العاشقة والمنتقمة، والانتهازية والمستكينة، والأم الحنون ونقيضها زوجة الأب القاسية.

هي أمال علوان الممثلة والمخرجة والأستاذة الجامعية، التي افتقدها جمهور الدراما التونسية بعد ظهروها في آخر عمل درامي تونسي مخيّب لآمال أمال نجمة الأدوار الفارقة، مسلسل “27” (2020) ليسري بوعصيدة كتابة وإخراجا.

فخيّرت إثره ربما، الانسحاب من المشهد الدرامي، في شكل استراحة، بدت مطوّلة نوعا ما، لمُحاربة لا ترتضي لنفسها سوى معانقة المجد، الذي وجدته من خلال إعدادها وتقديمها برنامج “زووم” السينمائي.

برنامج تميّزت في إعداده وتقديمه الممثلة-المخرجة على الوطنية الأولى بعيدا عن شهر رمضان عنوان تألقّها الدرامي المعتاد، فمن يُعيد أمال علوان إلى سالف تألقّها في الدراما التونسية، التي فقدت بغيابها أو ربما غيّبوها، اسما لا يتكرّر إلّا لماما؟