75% من أراضي تونس مهددة بالتصحر

يحيي العالم يوم 17 جوان/ يونيو من كل عام اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، أكبر عاملين يهددان التنمية المستدامة.

ما هو التصحر؟
تعني كلمة التصحر حرفيا توسع الصحاري الموجودة، لكن المعنى الحقيقي أخطر من ذلك. يعرف “التصحر” بأنه تزايد الأراضي الجافة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، وهو ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية.

لا يشير التصحر إلى توسع الصحاري الموجودة. ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم، معرضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي. يمكن أن يؤدي الفقر وعدم الاستقرار السياسي وإزالة الغابات والرعي الجائر وممارسات الري السيئة إلى تقليص خصوبة الأرض.

خطر التصحر في تونس
تواجه الأراضي التونسي، خطر التصحر بعد أن أصبحت عرضة لزحف كثبان الرمال الصحراوية على الزراعات ما يمثل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي في البلاد.

تقول وزارة الشؤون المحلية والبيئة في تونس، إن 75% من الأراضي مهددة بالتصحر مع تسجيل سنة جافة كل 3 سنوات، وخاصة بمناطق الوسط والجنوب وهو ما يؤثر بصفة مباشرة على الإنتاج الفلاحي كالزراعات الكبرى والزياتين وتربية الماشية. 

وتوقعت في بيان نشرته الجمعة، أن يتسبب الجفاف في تكثيف هشاشة الأمن والسلم الاجتماعي في غضون عام 2030، من خلال هجرة حوالي 216 مليون شخص على المستوى الدولي.

تونس تسعى إلى استعادة الأراضي المتضررة من التصحر، وتهدف إلى تحييد 2.2 مليون هكتار في أفق عام 2030، وهي المساحة التي تزايدت هشاشتها خلال الـ 10 أعوام الأخيرة بالرغم من المجهودات الوطنية المبذولة.

وحددت وزارة البيئة استراتيجية تهدف إلى المحافظة على المياه والتربة والمناطق الرطبة وتنمية المراعي ومقاومة زحف الرمال والأنشطة الفلاحية المستدامة بمختلف المناطق والجهات.

الجفاف يهدد العالم
 وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة، الجمعة 17 جوان/ يونيو 2022، أن يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050، مشيرة إلى أن حالات الجفاف ارتفع بنسبة 29% منذ عام 2000، مقارنة بالعقدين السابقين.

وتحت شعار “النهوض من الجفاف معا” تستضيف العاصمة الإسبانية مدريد يوم التصحر والجفاف لعام 2022، وسيتم عرض كيفية التعامل مع الجفاف ونقص المياه والآثار المرتبطة بتغير المناخ وما لديها من الممارسات للمشاركة.

ومن المتوقع أن يواجه أكثر من 2.3 مليار شخص بالفعل الإجهاد المائي، وسيعيش المزيد والمزيد من الأشخاص في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه، بما في ذلك واحد من كل 4 أطفال بحلول عام 2040، وفق ما ذكرته اليونيسف. فلا يوجد بلد محصن ضد الجفاف وفق آلية الأمم المتحدة للمياه عام 2021.

تيريزا ريبيرا رودريغيز، نائبة رئيس حكومة إسبانيا ووزيرة التحول الإيكولوجي والتحدي الديموغرافي، قالت إن “الجفاف ليس مجرد غياب للأمطار، فهو تدهور الأراضي وتغير المناخ، مؤكدة إمكانية التغلب على آثاره المدمرة على الناس والطبيعة في جميع أنحاء العالم ومواجهة الجفاف في المستقبل.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *