ظافر العابدين: تمنّيت أن يكون العرض العالمي الأول لـ"غدوة" بقرطاج... لكن؟
tunigate post cover
ثقافة

ظافر العابدين: تمنّيت أن يكون العرض العالمي الأول لـ"غدوة" بقرطاج... لكن؟

عن هرمية نجوميته المقلوبة التي انطلقت عالميا ليعود بعدها إلى الحضور التونسي فالعربي، قال ظافر لبوابة تونس: "هي لعبة القدر"
2022-05-14 18:19

صابر بن عامر

عدسة: مروان بربيرو

بالجنوب التونسي، تحديدا محافظة قابس، كان لبوابة تونس لقاء مع النجم التونسي ظافر العابدين الذي شارك بفيلمه الأول على مستوى الإخراج والإنتاج “غدوة” ضمن فعاليات مهرجان قابس سينما فن الذي انتهت فعاليات نسخته الرابعة الخميس، 12 ماي/ آيار الجاري.

ظافر تحدّث عن حلمه اقتحام مجال الإخراج الذي ظل يُراوده على امتداد 24 عاما، وهو الذي انطلقت تجربته في عالم الفن السابع كمساعد للمخرج المنصف ذويب، قبل أن يقتحم التمثيل ويُصبح نجما تونسيا وعربيا، بل وعالميا، لكن حلم الكتابة والإخراج للسينما ظل راسخا فيه إلى أن تمكّن أخيرا من إنجاز فيلمه الروائيّ الأول كتابة وإخراجا وإنتاجا وتمثيلا “غدوة” والذي شاركه البطولة فيه كل من نجلاء بن عبد الله ورباب السرايري وغانم الزرلي والبحري الرحالي.

تونسي وحكايتي تونسية

بوابة تونس تساءلت: ما الذي جعله ينطلق من فيلم تونسي قصة ومواقع تصوير، وهو النجم العربي الذي كان بإمكانه أن يكون فيلمه الإخراجي الأول عربيا؟

فأجاب: “لأنني بالأساس تونسيّ، وحكايتي في الفيلم تونسية، والتي انطلقت في كتابتها منذ عشر سنوات خلت، اليوم توفّرت لي الإمكانيات المادية واللوجيستية الممكنة فكان “غدوة”، حكاية تُشبه كل التونسيين، أو بعضهم، وفيلمي القادم سيكون عربيا بإنتاج مشترك، وسأكون فيه هذه المرة خلف الكاميرا فقط”.

وبمرارة يقول العابدين لبوابة تونس إن فيلمه الذي توّج في مهرجان القاهرة الدولي بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد كما عرف تكريما خاصا في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، وقريبا سيُعلن عن مشاركته في مهرجان عالمي، أحسّ من خلاله بالضيم لعدم برمجته  في مهرجان أيام قرطاج السينمائية الأخير، مؤكّدا أنه انتظر إدارة المهرجان كي يكون عرضه العالميّ الأول في بلده تونس وهو التونسي قلبا وقالبا، والفيلم حكايته تونسية وممثلوه وطاقمه تونسيون مائة في المائة، لكن كان لإدارة قرطاج رأي آخر آلمه طبعا، وفق توصيفه.

بدايات متعثّرة

في حديثه لبوابة تونس أكّد ظافر أنه اقتحم المجال الفني في وقت متأخّر نسبيا، 28 عاما، من خلال دراسة التمثيل أولا في إنجلترا، بعد أن أضاع حلمه بأن يُصبح لاعب كرة قدم مشهور وهو الذي لعب مع فريقي الترجي التونسي والجرجيسي، ومع ذلك يقول: “لا شيء تأخّر، فالمهم بالنسبة إلي الآن كممثل وكاتب ومخرج أن أشارك الناس أفراحهم وربما أحزانهم من خلال عالم الفن الدائم”.

مُضيفا: “الحياة تجارب بحلوها ومرّها، ولو توفّرت لي إمكانية استباق الزمن لاخترت المشوار نفسه، فبالعراقيل والصعوبات نكون أكثر نضجا في قادم التجارب، وأنا سعيد بما وصلت إليه الآن والقادم أفضل إن شاء الله”.

وعمّن ساعده في بداياته، قال: “بصراحة فتحت الأبواب أمامي بجهدي وعرقي وتعبي، لكن هناك طبعا من يُساعدك حتى بكلمة تشجيع أو نصيحة، المهم بعيدا عن المجاملة، لأنها تقتل الطموح الذي بداخلك إن لم تكن ملما بآلياتك الفنية عن جدارة واستحقاق”.

وهو ينصح الجيل القادم من الشباب واليافعين خاصة، بأن يؤمنوا بأنفسهم، فذاك أول طريق النجاح.

تجارب فارقة

يقول ظافر لبوابة تونس أن تجربته المصرية الأولى انطلقت في العام 2012 عبر مسلسل “فرتيجو” الذي جمعه بمواطنته هند صبري، والذي قدّم فيه دور شاب مصاب بالتأتأة، وهو دور معقّد أحبه كثيرا لخصوصيته وتميّزه، وهو الدور الذي فتح له الأبواب على مصراعيها لولوج مصر، هوليوود الشرق، وهو كذلك لا ينسى دوره في مسلسل “ذاكرة الجسد” المأخوذ عن رواية لأحلام مستغانمي بالعنوان ذاته، وفيه قدّم باللغة العربية الفصحى واحدا من أفضل أدواره الدرامية عبر شخصية “زياد” المجاهد الفلسطيني المدافع عن الأرض والعرض، مُشيرا إلى أنه من عشاق لغة الضاد وهو الذي يتقن أيضا لغتي موليار وشكسبير.

وعن سؤالنا عن هرمية نجوميته المقلوبة التي انطلقت عالميا عبر المسلسلات الإنجليزية والفرنسية ليعود بعدها إلى الحضور التونسي فالمصري فاللبناني، أجاب: “هي مشيئة الله ولعبة القدر”، مُشيرا إلى أن أول دور قام به عالميا كان “على قياسه” (على مقاسه)، فلعب دور قائد فريق كرة قدم فرنسي اسمه “مارسيل ساباتييه” في المسلسل التلفزيوني البريطاني “فريق الأحلام”، وكأن القدر عوّضه بشكل ما عن فشله الرياضي، أو بعبارة أدق عن اضطراره إلى اعتزال كرة القدم وهو في سن مبكّرة بعد إصابته الحادة في إحدى المقابلات.

وعن دوره في “عروس بيروت” لثلاثة مواسم متتابعة، قال إن الدور وإتقان اللهجة اللبنانية كان تحديا كبيرا بالنسبة إليه، مؤكّدا أن المسلسلات الأجزاء المطوّلة مرهقة، ليصل التصوير أحيانا إلى ثمانية أشهر، تُبعده عن العائلة وحياته الطبيعية، لكنها في المقابل ممتعة، خاصة أن المسلسل يعدّ اليوم من أكثر المسلسلات مشاهدة على منصة شاهد و”أم بي سي” في العشرية الأخيرة.

وهو في ذلك يؤكّد أنه يرفض منطق الرفاهية والنمطية في الأدوار ويبحث دائما عن الجديد المختلف صورة وصوتا وشكلا ولهجة ولغة.

وختم ظافر العابدين لقاءه ببوابة تونس متحدّثا عن بدايته في المسرح في بلد الفن الرابع إنجلترا حين استقرّ هناك خلال أيام شبابه الأولى، وهو يفكّر جديّا في العودة إلى الركح، لكن ليس الآن، بل بعد انتهائه من مشروعه السينمائي والتلفزيوني الذين انطلق فيهما منذ أكثر من عقدين من الزمن.

(بقية الحوار تشاهدونه قريبا على بوابة تونس).

تونس#
ثقافة#
ظافر_العابدين#
غدوة#

عناوين أخرى