انطلقت السبت 14 نوفمبر زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الدّوحة، ويرافقه وفد رفيع المستوى يضمّ وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، ووزير التجارة وتنمية الصادرات محمد بوسعيد، ووزير الرياضة والإدماج المهني كمال دقيش، والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب علي الحفصي.
زيارة رسمية تدوم 3 أيّام هي الأولى من نوعها منذ وصوله إلى قصر قرطاج، بعد حوالي 8 أشهر من زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى تونس.
تمّ خلال زيارة الشيخ تميم إلى تونس ضخّ مبلغ قدره 2000 مليار من المليمات في البنك المركزي إضافةً إلى إطلاق مشاريع هامة مثل تمويل مشروع قرية صحية متكاملة بالقيروان وانتداب 5000 عون أمن للمشاركة في تأمين دورة كأس العالم بقطر ومضاعفة انتداب الإطارات التونسية من 25 ألفًا إلى 50 ألفًا.
أبرز الملفات التي ستُطرح على طاولة النقاش بين البلدين هي تلك المتعلقة أساساً بالمجال الاقتصادي والمشاريع التنموية والتطويرية التي تهدف إلى تنشيط سوق الشّغل التونسي، إضافةً إلى النّقاش بشأن القضايا الرّاهنة وأهمها الملف الليبي والتوتّر الحاصل بقضيّة الصّحراء الغربية وكذلك استمرار الأزمة الخليجيّة في ظلّ سباق الرّكوب في قطار التّطبيع.
تبادل تجاري
أكّدت مصادر صحفية أن هناك رغبة في توسيع دائرة التبادل التجاري بين تونس وقطر من خلال تكثيف التعاون في قطاع النقل الجوي باستحداث خطوط بحرية بين الموانئ التونسية والقطرية، بهدف تنشيط التبادل التجاري بين البلدين.
يُذكر أن التبادل التجاري بين تونس والدوحة، ارتفع خلال السنوات الثلاث الماضية، بنسبة 321% بمعدل نمو سنوي يناهز 101%، وهو ما يزيد إمكانية طرح خطوط الشحن الجوي والمائي بين البلدين على طاولة الحوار القطري التونسي.
شريك اقتصادي
تقدّر الاستثمارات القطرية في تونس بـ 420 مليون دينار بعد أن كانت لا تتجاوز 70 مليون دينار سنة 2017 ، بنسبة نمو وصلت إلى 488.9 % على أساس سنوي، وهي بالتالي ثاني شريك استراتيجي لتونس اقتصاديًّا في العالم بحجم استثمارات مباشرة بلغت 16 %.
كما ارتفع حجم المبادلات التجارية بين قطر وتونس، بنسبة 34.52 % بين سنتي 2017 و2018، حيث تستورد الدوحة من تونس التمور وزيت الزيتون والغلال والخضر والحوامض والمنتجات البحرية ومواد البناء والمعدّات الكهربائية والكوابل والألومنيوم، فيما تصدّر قطر إلى تونس المواد الأولية البلاستيكية وزيت البترول والألومنيوم والألواح والصفائح وغيرها .
مشاريع منتظرة
أشارت مصادر صحفيّة إلى أنّ زيارة سعيّد إلى الدّوحة من أجل الاتفاق بشأن تنفيذ عدة مشاريع اقتصادية وسياحية وصحية منها مشروع بناء مستشفى الأطفال بمدينة منوبة ، إضافةً إلى مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية وبناء مساكن للعائلات المعوزة في عديد الجهات بالبلاد والتمكين الاقتصادي ضمن خطة التمويل المقدرة بحوالي 250 مليون دولار.
جدير بالذكر أن الدوحة وتونس تجمعها أكثر من 80 اتفاقية تعاون اقتصادي من بينها 10 اتفاقيات، تم توقيعها في العام الماضي في حين تعود أول اتفاقية بين البلدين إلى العام 1982.