تونس

مشروع أمريكي لتنشيط السياحة في سبيطلة… ما قصته؟

على درجات معبد “الكابتول” الأثري بسبيطلة، وقف السفير الأمريكي بتونس دونالد بلوم معلنا عن إطلاق مشروع  “Visit Tunisia” بميزانية تقدر بـ 50 مليون دولار، لتطوير الحركة السياحية بالمنطقة الأثرية الرومانية بالمدينة وتنشيطها.

ويعد المشروع استثمارا مباشرا من جانب الحكومة الأمريكية عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تبدي اهتماما كبيرا بتنويع مجالات استثماراتها ومشاريعها الاقتصادية في تونس، من خلال الفوز باستغلال مشروع المدينة الأثرية بسبيطلة بولاية القصرين وتطويره، وذلك لما تتميز به من ميزات جاذبة  للسياحة التاريخية إلى جانب تنشيط الحركة السياحية الموجهة إلى الجهات و المناطق الداخلية في البلاد.

وطوال السنوات العشر الماضية، لم تهتم الحكومات المتعاقبة في تونس بتثمين الثروة الأثرية والتاريخية والامكانيات المهمة التي تتمتع بها المناطق الداخلية على غرار سبيطلة، واستغلالها لتطوير المنتوج السياحي التونسي في مجالات متنوعة على غرار السياحة الاستشفائية والتاريخية والطبيعية وسياحة التخييم.

وتشتهر مدينة سبيطلة بآثارها الرومانية والبيزنطية، وتضم عددا من المعالم المهمة على غرار المسرح الأثري الروماني ومعابد الكابتول والحمامات العمومية.

ويمتد المشروع الأمريكي على مدى 5 سنوات، وسيساهم في إنعاش قطاع السياحة في البلاد، والذي يعتبر من بين القطاعات الاقتصادية الحيوية بما يوفره من آلاف مواطن الشغل القارة والموسمية، إلى جانب مداخيله من العملة الصعبة.  

 ويعتمد المشروع على مبدإ الشراكة بين القطاعين العام والخاص إلى جانب تطوير آليات الابتكار الرّقمي، وذلك حسب ما أعلن عنه السفير الأمريكي ووزير السياحة والصناعات التقليدية التونسية محمد الهادي بلحسين.

المشروع الجديد بسبيطلة سيساهم حسب الدراسات في خلق 15 ألف فرصة عمل جديدة في قطاع السياحة في ولاية القصرين، كما سيدعم المؤسسات السياحية الصغرى.

وسيركز المشروع الجديد بسبيطلة على دعم أصحاب الاختصاصات المختلفة المرتبطة بالقطاع السياحي في ولاية القصرين، وخاصة النساء والشباب لتحسين عروضهم وجودة خدماتهم ومنتجاتهم.

وأوضح وزير السياحة محمد الهادي بلحسين، أن المشروع سيشكل نموذجا في توظيف القطاع السياحي في خدمة جهود التنمية في المناطق الداخلية ومكافحة الفقر وخلق مواطن شغل، لافتا إلى إنجاز جملة من المسالك الريفية والسياحية في السياق ذاته.  

ويتنزل المشروع ضمن مخططات زيادة إنفاق الزوار والسياح الوافدين إلى تونس بنسبة 20 بالمئة، ورفع العدد الإجمالي للسياح إلى 11.5 ملايين سائح بحلول عام 2026.

وتتوقع وزارة السياحة أن يصل عدد الوافدين إلى تونس، خلال السنة الحالية، إلى حوالي 5.7 ملايين سائح مع عائدات مالية لا تقل عن 3.5 مليار دينار (1.2 مليار دولار).