رغم الكثافة السكانية المرتفعة بمعتمدية السعيدة من ولاية سيدي بوزيد والتي يبلغ عدد سكانها الـ 25 ألف ساكن، تظل هذه المعتمدية الأبعد من حيث المسافة عن مركز الولاية، تعاني من غياب الخدمات الصحية، حيث يوجد بمعتمدية السعيدة وبعماداتها الخمس مستوصف وحيد صـنف 04 ، ويعمل حصّة واحدة في اليوم مقابل ثلاث عيادات طبية في الأسبوع لا تتجاوز مدّتها الساعة، في المقابل نجد أنّ معتمديات مثل السوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد بها عدد سكان لايتجاوز الـ15 ألف ساكن وتبعد عن مركز الولاية 13 كلم فقط بها قسم استعجالي ومستشفى محلّي، ومن المفارقات العجيبة أيضا نجد أنّ معتمدية المكناسي التي يساوي عدد سكانها عدد سكان معتمدية السعيدة بها مستشفى جهوي، الشيء الذي دفع بأهالي السعيدة بالخروج عن صمتهم ومطالبة السلطات المعنية بالتسريع في بناء قسم استعجالي من شأنه أن يساهم في تخفيف الضغط على عدّة مستشفيات مجاورة على غرار الرقاب.

وفي هذا السياق ذاته يطالب أهالي معتمدية السعيدة السلطات المعنية بضرورة إيلاء الجهة ما تستحق من عناية واتّخاذ القرار المناسب بإحداث مستشفيات محلية وأقسام استعجالية تكون مفتوحة طوال الوقت لتقديم الخدمات الصحية المستعجلة خاصّة لأبناء الأرياف الذين أرهقهم عناء التنقل لتلقي العلاج في مستشفيات الرقاب وأولاد حفوز وحتى في ولايات مجاورة على غرار صفاقس والشراردة من ولاية القيروان.

من جانبه أكّد رئيس بلدية السعيدة خالد حكيم مبروكي في تصريح لـ ” بوابة تونس” أنّ مواطنا تبرّع بقطعة أرض تبلغ مساحتها الهكتار وفي مكان مناسب سيتمّ فيها إنشاء قسم استعجالي عن طريق برنامج التنمية المدمجة وتمّ توفير الاعتمادات التي تقدّر بمليون وثلاثمائة ألف دينار منذ ثلاث سنوات إلا أنّ بعض التعطيلات ساهمت في تأخير انطلاق المشروع، مقابل زيادة تكلفة مواد البناء وغيرها حتى أصبح المبلغ المرصود لا يفي بالحاجة رغم تسلّم المهندس المشروع والانطلاق قريبا في الدراسات، حسب قوله، داعيا وزارة التنمية ووزارة الصحة بضرورة رصد مزيد من الاعتمادات لسدّ حاجيات بناء هذا المرفق الصحي الذي يعتبر مطلبا ملحّا ومستعجلا لأهالي معتمدية السعيدة تزامنا مع الوضع الصحي المقلق بسبب جائحة كورونا.

من جانب آخر هدّد أهالي معتمدية السعيدة بتنفيذ تحرّكات احتجاجية في حالة تواصل تعطّل انجاز مشروع قسم الاستعجالي واصفين وضعهم بالكارثي خاصة أنّ حوالي 80% من سكان معتمدية السعيدة ريفيّين مضيفين في تصريحاتهم أنّ عشرات الضحايا فارقوا الحياة وهم في طريقهم إلى مستشفيات مجاورة نتيجة تدهور الحالة الصحية لهم خاصة من النساء الحوامل والمصابين في حوادث المرور.