“13 نهج غاري بلدي”… سلسلة تثير الجدل وتفتح باب النقاش بشأن الأقليات في تونس

تواصل السلسلة البوليسية “13 نهج غاري بلدي” جذب انتباه محبي الدراما التشويقية في تونس، كاشفة في كل حلقة من حلقاتها عن خيوط جريمة غامضة.

وتعرض السلسلة البوليسية خلال شهر رمضان حصريا على قناة “التاسعة” الخاصة في حلقات منفصلة متصلة.

وأثارت الحلقة السادسة من السلسلة الجدل بعد عرض قضية جريمة قتل سلطت الضوء على ملف “مثليي الجنس”، فاتحة المجال للنقاش بشأن نظرة المجتمعات المحافظة إلى هذه الفئة بين محاكمتهم اجتماعيا أو قبول حق الاختلاف.

كما ألقت السلسلة الضوء على معاناة فئة من الأقليات في المجتمع التونسي والتهديدات، التي يتعرضون لها منها القتل حتى أن القاتل يمكن أن يكون فردا من العائلة، كما حدث مع ضحية الحلقة السادسة من العمل البوليسي، إذ كشفت التحقيقات أن الأم “سعاد” (قامت بالدور منيرة الزكراوي) هي القاتلة.

ويجسّد بطولة “13 نهج غاري بلدي” الفنان الأسعد بن عبد الله في دور “المفتّش محرز”، وبلال سلاطنية ونجلاء بن عبد الله وإباء الحملى وزياد العيادي مع حضور شرفي لعدد كبير من الفنانين التونسيين من بينهم خالد هويسة وعيسى حراث وعبد اللطيف خير الدين وميساء ساسي.

وبدت فكرة سلسلة “13 نهج غاري بلدي” شبيهة إلى حد كبير بالسلسلة التونسية الشهيرة “ابحث معنا” التي كان يبثها التلفزيون العمومي التونسي في أواسط ثمانينات القرن الماضي، من حيث الشكل والمضمون، إذ يلتقيان في فكرة مشاركة الجمهور في اكتشاف القاتل مع نهاية كل حلقة سواء عبر المكالمات الهاتفية في “ابحث معنا” أو عبر التصويت في “13 نهج غاري بلدي”، إلّا أن الأخير اعتمد فيه مخرجه أمين شيبوب على آخر التقنيات السينمائية المتبعة في مثل هكذا سلسلات بوليسية عالمية على غرار “دكستر” و”لوثر” و”القائمة السوداء” وغيرها.

كما أن السلسلة على عكس “ابحث معنا” لا تركّز فقط في تتبّع خيوط الجريمة المعقّدة على محقّق واحد، هو الفنان الراحل عبد المجيد الأكحل، بل عبر مسار كامل يجمع بين محقّق رئيسي وثلاثة مساعدين إلى جانب الطبيب الشرعي ووكيل النيابة، في سعيهم إلى الكشف عن ملابسات القضية المُناطة بعهدتهم قبل تحويلها إلى القضاء ليُصدر حكمه البات.

والسلسلة البوليسية تُشرك الجمهور في تتبّع ملابسات الجريمة والكشف عن القاتل في كل حلقة، وذلك عبر التصويت.

ويؤكّد مخرج العمل أمين شيبوب أنه اعتمد في إخراجه للسلسلة على الكاميرا المحمولة حينا واللقطة المقرّبة في مشاهد أخرى، ما أضفى على العمل مسحة من الغموض والإثارة وفق نسق درامي مُتسارع الخطى، يجعل المُتابع مشدودا للأحداث مع كل مشهد جديد.

وسبق لشيبوب أن توّج في استفتاء أجرته مجلة “سيدتي” العربية بشأن أفضل البرامج التونسية التي عرضت في رمضان 2018، بجوائز أفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل تتر غنائي عن سلسلة “جنون القايلة” (عفاريت الظهيرة) التي أتت في جزأين تمّ عرضهما تباعا في العام 2017 و2018 على “الوطنية 1” (عمومية) محقّقة نسب مشاهدة قياسية في أول عمل درامي للمخرج الشاب.

وهي سلسلة موجهة إلى الأطفال واليافعين عن سيناريو لسامية عمامي وعزة السعدي، تطرح بشكل فانتازي قدرة الطفل التونسي على التعايش مع واقعه الزاخر بكل التطوّرات التكنولوجية والعلمية بطريقة يتجّسد من خلالها التوازن بين تاريخه وحاضره ومستقبله.

ودرس شيبوب السينما في فرنسا، قبل عودته إلى تونس ليبدأ في فرض نفسه على الساحة السينمائية من خلال أفلامه القصيرة، إذ أخرج في العام 2006 أول أفلامه القصيرة الذي حمل عنوان “وفي الأثناء” ضمن تجربة “عشرة أفلام قصيرة عشر نظرات” التي أشرف عليها المخرج التونسي إبراهيم اللطيف، وفي العام 2009 قدّم تجربته الثانية “استحواذ”، تلتها تجربة “علاش أنا؟” (لماذا أنا؟)، وفي العام 2012 كانت له أوّل تجربة تلفزيونية عبر سلسلة “العيشة فن”، ليعود مرة أخرى إلى السينما عبر فيلمه القصير “مقاومة”، وهو يعدّ منذ مدة لفيلمه الطويل الأول “لعبة الملوك”.

وسلسلة “13 نهج غاري بلدي” شارك في كتابتها كل من عزة السعدي ورابعة السافي وغسان رزقي، وهي من إنتاج “فرتيغو فيلمز” لكل من سليم بن سليمان والممثلتين فاطمة ناصر وأميرة درويش.

ومن المقرّر عرض هذه السلسلة البوليسية بعد شهر رمضان على إحدى المنصات العربية، كما ستتمّ دبلجة العمل إلى عدد من اللهجات العربية واللغات الأجنبية.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *