للعام الثالث على التوالي يقدّم مهرجان الجونة السينمائي في نسخته الثامنة، المزمع انعقادها في الفترة الممتدّة بين الـ16 والـ24 من أكتوبر القادم، مبادرة “نافذة على فلسطين” حاملة معها سبعة أفلام وثائقية قصيرة من مشروع “من المسافة صفر وأقرب”، لتوثّق حياة الناس في غزة وتكشف معاناتهم اليومية تحت وطأة الاحتلال والانتهاكات المستمرّة.
والأفلام السبعة المشاركة هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي 2025 جرى إنتاجها عبر “صندوق مشهراوي للأفلام وصنّاع السينما في غزة” بالتعاون مع شركة “كورجين برودكشن” الفرنسية.
أهم الأخبار الآن:
وستُعرض باللغة العربية مع ترجمة إلى الإنجليزية، بما يتيح لرسائلها أن تعبر الحدود وتصل إلى المتلقّي العالمي الذي ربما لا يسمع أصوات غزة إلّا عبر نشرات الأخبار.
عن الفن والحرب
والأفلام السبعة المشاركة هي: “ألوان تحت السماء” لريما محمود، وهي فنانة شابة نزحت بسبب الحرب، تحاول تسجيل أغنيتها الجديدة وسط الدمار.
و”أحلام فرح وزهرة” لمصطفى النبيه، وهما طفلتان تتمسّكان بالأحلام والفن خط دفاع صغير أمام حربٍ كبيرة.
و”غزة إلى الأوسكار” لعلاء دمو، ويتحدّث عن مخرجين يحوّلون القسوة إلى سينما طامحون لبلوغ المحافل العالمية.
وفيلم “حسن” لمحمد الشريف، عن مراهق فلسطيني يعتقل فقط لأنه بحث عن كيس دقيق، ويخوض رحلة اعتقال طويلة.
و”حكايات غير مكتملة” لنضال دمو، وفيه سرد لمسيرة مخرج تقطعها الحرب، ليتحوّل هو نفسه إلى جزء من الحكاية.
و”أحلام صغيرة جدا” لاعتماد وشاح، عن نساء المخيمات اللاتي يواجهن المعركة اليومية من أجل الكرامة والنجاة.
وأخيرا فيلم “الأمنية” لأوس البنا، المتحدّث عن مخرج مسرحي يوظّف الفن لتضميد الجراح وتحويل الألم إلى أداة للتمكين.
بعيدا عن الروايات المغلوطة
وتأتي مبادرة “من المسافة صفر” لإتاحة الفرصة لصنّاع السينما في غزة لينشروا حكاياتهم بأنفسهم، بعيدا عن الروايات الجاهزة والمغلوطة.
وإذا كانت المجموعة الأولى قد جابت مهرجانات دولية كبرى، فإنّ مهرجان الجونة يستضيف هذا العام المجموعة الثانية تحت عنوان “من المسافة صفر وأقرب”، في إشارة إلى تعمّق الرؤية والاقتراب أكثر من تفاصيل الحياة اليومية لسكان القطاع.
هكذا يتحوّل برنامج “نافذة على فلسطين” إلى أكثر من مجرد مساحة فنية، إنه فعل مقاومة ثقافية يوثّق الحياة في غزة بكل تناقضاتها من ألمٍ وأمل، ويؤكّد أنّ الفن قادر على الصمود حتى في أحلك الظروف.
وعن الأفلام السبعة يقول المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، مؤسّس المبادرة ومنتج الأفلام: “حين خذلنا العالم، كانت السينما منقذنا الوحيد.. لقد التقط هؤلاء الشباب جوهر إنسانيتهم رغم كل الظروف، ونحن نثبت أنّ السينما لا يمكن احتلالها”.
فيما قالت ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان: “التزامنا ببرنامج نافذة على فلسطين ليس خيارا، بل هو جزء من رسالتنا.. السينما قادرة على التوثيق والشفاء، ومن واجبنا أن نتيح للعالم أن يشهد على الصمود الفلسطيني والإبداع الاستثنائي لأبنائه”.
أضف تعليقا