يُفتتح في الـ24 من جويلية الجاري، برنامج الشعر في “مهرجان جرش للثقافة والفنون”، بأمسية تجمع الشاعرين، السوري أدونيس والأردني حيدر محمود، في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمّان. اختيار أثار جدلا ضمن موجة اعتراضات على إقامة التظاهرة الثقافية الأكبر في البلاد، في دورتها الـ38، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. فيما انتقد بعض الكتّاب مشاركة الشاعر السوري أدونيس في الأمسيات الشعرية للمهرجان لأسباب تتعلّق بتجاهله طوال الأشهر التسعة الماضية الإبادة في غزّة. بين منتقد ومدافع صمت أدونيس منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي اختلف حوله كتّاب أردنيون وعرب، بين منتقد صمته وتجاهله الإبادة في غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، ومدافع يشير إلى الرسالة التي وقّع عليها مع مثقفين وفنانين عرب إلى مثقفي الغرب، نهاية أكتوبر الماضي تدعوهم، إلى أن يقابلوا “نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد”، وفق موقع العربي الجديد. وكذلك نصّه “السماء الآن هي نفسها الموت”، المنشور في فيفري 2024، الذي تحدّث فيه بشكل غير مباشر عن غزّة. في حين رأى المعترضون أنّ النصّ المذكور تغيبت عنه أيّ مفردة تشير إلى غزّة أو فلسطين أو إلى المجزرة باسمها الصريح، ويغيب عنه أيّ تضامن إنساني. سجال لا ينتهي، إذ يستعيد كلّ فريق آراءً ونصوصا لأدونيس تثبت وجهة نظره، ولن يحسم في المهرجان الذي يستضيف صاحب “الثابت والمتحوّل” لقاء مكافأة مالية، حسب التسريبات الواردة من المنظّمين تحدّدها بعشرة آلاف يورو (ذكرت أرقام أُخرى ضعفه)، وهو مبلغ لم ينله إلّا قلّة من الشعراء العرب مقابل مشاركتهم في التظاهرات الشعرية، ما دفع إدارة المهرجان إلى تنظيم جلسة حوارية مع أدونيس، بالإضافة إلى أمسية الافتتاح، في سعي إلى استثمار حضوره. دعوات مقاطعة للمهرجان برمته وانطلقت الدعوات إلى مقاطعة مهرجان جرش منذ أكثر من شهر، وما تزال مستمرّة، بغضّ النظر عن طبيعة الأسماء المشاركة، حتى بعد أن ألغت إدارته جميع الحفلات الغنائية التي كان مقرّرا إقامتها على خشبة المسرح الجنوبي، واكتفت بحفلات على المسرح الشمالي لفنّانين يؤدّون أغانيَ تُعبّر عن التزامها بالحقّ الفلسطيني، مثل مارسيل خليفة وأميمة الخليل، بالإضافة إلى مشاركة فرقة “صول” الغزّية. ولفت بيان صحفي للمهرجان إلى أنّ “ربع تذاكر الدخول للمهرجان سيُخصّص للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إضافة إلى اقتطاع مبالغ مالية من ثمن اللوحات التي ستُباع في معرض الفنّ التشكيلي لفنّانين عرب، دعما لجهودها الإغاثية، وخصوصا في قطاع غزّة”. لكن ذلك لم يُغير من مطالبات كتّاب وفنّانين ومنخرطين في الشأن العام بإلغاء الدورة الـ38 من المهرجان، أسوة بما حصل عام 1982 حين أُلغيت الدورة الثانية بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث ينتشر على وسائط التواصل الاجتماعي وسم قاطع مهرجان الذلّ والعار، وكذلك قاطع مهرجان جرش.


 
					 
            	                 
            	                 
            	                
أضف تعليقا