والفيلم الجديد، الذي يجري تصويره حاليا في تونس، يُعدّ تعاونا إنتاجيا دوليا يضمّ عددا من الأسماء البارزة، على رأسهم المنتج التونسي نديم شيخ روحه، والممثلة والمنتجة الكندية أوديسا راي المعروفة بمشاركتها في إنتاج الفيلم الوثائقي الفائز بالأوسكار “نافالني”، إلى جانب البريطاني جيمس ويلسون المنتج المشارك في فيلم “منطقة الاهتمام” الفائز أيضا بجائزة الأوسكار.
شهيدة تحوّلت إلى أيقونة
والروائي المنتظر سيكون -حسب المجلة- رسالة فنية بلسان الضحايا، يُحاول أن يوثّق القصة كما عاشها العالم لحظة بلحظة، ويُعيد تسليط الضوء على المعاناة اليومية لأطفال غزة تحت الحصار والعدوان.
أهم الأخبار الآن:
وتحوّلت الطفلة هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، إلى رمز إنساني عالمي بعد أن بقيت عالقة داخل سيارة استهدفتها قوات الاحتلال بتاريخ 29 جانفي 2024.

وعلى مدى ساعات، بقيت تنزف وتُناشد فرق الإنقاذ عبر الهاتف، مردّدة عبارتها المؤثّرة، وهي تهمس في الهاتف مع موظفي الهلال الأحمر: “أنا خائفة جدا.. أرجوكم تعالوا”.
لكن جيش الاحتلال استهدف طاقم الإسعاف بقصف مباشر، ما أدّى إلى استشهادهم جميعا، قبل أن يُعثر بعد عشرة أيام على جثمان هند وجثمان قريبتها ليان، في مشهدٍ مأساوي لخّص وحشية الحرب على غزة.
بن هنية والقضايا الإنسانية
وكوثر بن هنية، المعروفة بأعمالها الجريئة والمُلتزمة على غرار “الرجل الذي باع ظهره” و”على كف عفريت”، تسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم عمل فني صادق وموجِع، ينقل مأساة حقيقية من قلب الواقع، ويُحافظ على الذاكرة الجماعية للضحايا الأبرياء.
وبن هنية، وُلدت في سيدي بوزيد ودرست الإخراج السينمائي في معهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة “لا فيميس” في باريس التي درست فيها أيضا كتابة السيناريو منذ 2005.
أخرجت في 2006 أول فيلم قصير لها بعنوان “أنا وأختي والشيء”، وفي 2010 الفيلم الوثائقي “الأئمة يذهبون إلى المدرسة”.
وشارك شريطها القصير “يد اللوح” في العديد من المهرجانات السينمائية وفاز بأكثر من عشر جوائز.
كما أخرجت شريطا طويلا بعنوان “شلّاط تونس”، وعُرض فيلمها “على كف عفريت” في قسم جائزة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي سنة 2017.
ورُشّح الفيلم ذاته لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ91 في 2019.
ونالت عن فيلمها الروائي الوثائقي “زينب تكره الثلج” التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية في 2016.
ووصل فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” في 2021، إلى القائمة القصيرة للأعمال المرشّحة لنيل جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
وتنتمي بن هنية إلى جيل السينمائيين التونسيين الشبّان الذين نقلوا إلى الشاشة الكبيرة قضايا مجتمعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشدّدة قبل ثورة 2011، وقدّمت طرحا جريئا، مُساهمةً في ظهور “سينما جديدة”.
وضعت بن هنية اسمها ضمن قائمة من المخرجات العرب اللائي نجحن في إثبات أنفسهنّ بالمحافل السينمائية الدولية، ما دعا موقع “إي أم دي بي” المتخصّص في السينما إلى وصفها بالمخرجة الاستثنائية البارعة التي يحظى عملها الرائد بإشادة دولية.



أضف تعليقا