فرقة الكوفية.. جولة فنيّة بمهرجانات تونس الصيفية تأصيلا للهوية الفلسطينية (صور)

استضاف مهرجان بلاريجيا الدولي بجندوبة (شمال غرب تونس) خلال دورته الـ49 أمس الأربعاء 13 أوت “فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني” التي قدّمت عرضا فنيا على ركح مسرح الهواء الطلق بالمركّب الثقافي “عمر السعيدي” بجندوبة.

وفي سهرة الهوية والصمود استعرضت الفرقة لوحات استعراضية مستوحاة من التراث الفلسطيني، مزجت فيها بين الرقصات الشعبية والموسيقى والأزياء التقليدية في تعبير فني حيّ عن روح المقاومة والصمود، كما جسّد العرض الذي يأتي في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين تونس وفلسطين التراث الفلسطيني الأصيل من خلال لوحات فنية راقصة قدّمها أطفال وشباب الفرقة تعبيرا عن تمسّك الطفل الفلسطيني بذاكرته وهويته الثقافية.

ضدّ سرقة الهوية وطمس الموروث الفلسطيني

فيما برزت الدبكة الفلسطينية من خلال أداء لوحات تعبيرية راقية كرمز للهوية والنضال والصمود الوطني الفلسطيني في وجه محاولات الاحتلال الصهيوني لسرقة الموروث الفلسطيني وطمسه.

وتُعرف الفرقة بأدائها التعبيري الراقص الذي يشكّل مادة فنية تُحاكي الواقع الفلسطيني وتعكس غنى الموروث الشعبي، بما يُعزّز حضور القضية الفلسطينية في الفضاءات الثقافية والفنية العربية والدولية.

وخلال السهرة كان لجمهور المهرجان من أهالي الجهة وزوّارها موعد فني مع التراث الشعبي الفلسطيني، برقصاته وأناشيده وحكايته المُعبّرة عن هوية شعب وصموده.

وذلك من خلال لوحات فنّية جسّدت جماليًا وبشكل حيّ الرسالة الفلسطينية المتأصّلة في المقاومة الثقافية، حيث نقل أعضاء الفرقة مشاهد تُحاكي يوميات الفلسطيني، فرحًا وألمًا، صمودًا وأملًا وفصولا من رواية شعب كتب تاريخه على الأرض وعبر الأجيال، حيث تنقّلت الكوفية في هذا العرض من رمز إلى مشهد، من رقصة إلى ترنيمة، ومن استذكار إلى إحياء في لقاء لم يكن مجرّد سهرة، بل احتفاء بالهوية وصمود الشعوب، عبر رسالة مفادها أنّ الثقافة الشعبية ليست فقط مظهرًا فولكلوريًا، بل أداة مقاومة تحفظ الذاكرة وتنقلها بين الأجيال.

وحفلت السهرة أيضا بعرض متنوّع الفقرات تضمّن مداخلات شعرية ولوحات راقصة لأغاني “شدو بعضكم”، “سيداتي”، “على عهدي على ديني”، “خضراء”، “جفراء”، “فلسطين الروح”، و”علي الكوفية” إلى جانب كوكتال من التراث الفلسطيني.

مهرجان بلاريجيا الدولي يكرّم القضية

ومثّل مهرجان بلاريجيا الدولي بجندوبة (شمال غرب تونس) خلال دورته الـ49 فضاءً ثقافيًا لاحتضان القضية الفلسطينية وتكريم مناضليها، حيث انتظمت في الـ11 من أوت الجاري بفضاء المركّب الثقافي “عمر السعيدي” ندوة فكرية بعنوان “القضية الفلسطينية: الحاضر والمستقبل” أدارها المربي نور الدين العريضي، وأثثها الدكتور إبراهيم الرفاعي أستاذ العلوم السياسية بجامعة تونس.

وكان ذلك بحضور رئيس مكتب الحقوقيين الفلسطينيين والأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب حسين شبانة الذي ألقى كلمة سلّط فيها الضوء على الوضع الراهن في الأراضي المحتلة.

وتمّ كل ذلك وسط حضور مميّز من أهالي الجهة وفاعليها الثقافيين وهياكل المجتمع المدني، والتي أكّدت من خلال حضورها نصرتها للحقّ الفلسطيني وانتصارها للمقاومة.

كما سجّلت القضية الفلسطينية حضورها في هذا المهرجان، وخاصة في دوراته الأخيرة من خلال تخصيص سهرات للاحتفاء بها وبالأغنية الملتزمة بهذه القضية، وسط تفاعل كبير من الحضور كإحدى الثوابت الأساسية في البرمجة العامة لهذا المهرجان.

رحلة الكوفية بمهرجانات تونس الصيفية

وفرقة الكوفية للتراث الفلسطيني، هي فرقة عريقة ومعروفة بإحيائها للتراث الشعبي المقاوم، حيث تأسّست عام 1987 في مخيم عين الحلوة بلبنان.

ومنذ ذلك الحين مثّلت صوتًا فنيًا وطنيًا مدافعًا عن الهوية الفلسطينية، وقد جابت العديد من المسارح العربية والدولية ناقلة هموم المنفى والحنين وقصص التمسّك بالأرض عبر الفن.

ويشار إلى أنّ هذه المجموعة قامت برحلة فنية بمهرجانات تونس الصيفية، انطلقت منذ يوم 3 أوت الجاري بمهرجان وادي الليل بمنوبة، فأوذنة، فالمنصورة بقبلي، فسيدي بوزيد، ثم مهرجان قرطاج الدولي، لتتواصل الرحلة مع مهرجان قفصة الدولي يوم غد الجمعة 15 أوت، ثم مهرجان مرايا الفنون بالقلعة الكبرى في الـ16 من الشهر، فاختتام الرحلة يوم 17 أوت الجاري من مهرجان الصخيرة بصفاقس.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *