سابقة في تاريخ الموسيقى.. أغنية للذكاء الاصطناعي تتصدّر قائمة “بيلبورد” العالمية (فيديو)

أغنية للذكاء الاصطناعي تتصدّر قائمة "بيلبورد" العالمية

تصدّرت أغنية “والك ماي والك” (المشي في طريقي) قائمة مبيعات أغاني “الكونتري” الرقمية في الولايات المتحدة لمجلة “بيلبورد” الموسيقية.

والأغنية لبريكينغ راست، وهو فنّان من صنع الذكاء الاصطناعي، وهذه هي المرّة الأولى التي تصل فيها أغنية مولّدة إلى قمة قوائم الأغاني.

بريكينغ راست.. الفنان الغامض

ولا يُعرَف الكثير حاليا عن بريكينغ راست، لكن الفنان شرع في نشر الموسيقي في “سبوتيفاي” هذا العام فقط، ويمتلك في المنصة حسابا رسميا موثّقا، ويتجاوز عدد مستمعيه هناك مليوني مستمع شهريا.

وحصدت أغانٍ عدة مولّدة بالذكاء الاصطناعي للفنان أكثر من مليون استماع، فحصلت أغنيته “العيش في الوقت المستعار” على أكثر من أربعة ملايين استماع، وأغنية “امشي في طريقي” على أكثر من ثلاثة ملايين استماع، وتجاوزت أغنية “الويسكي لا يرد” المليون استماع.

كما يملك حسابا في “إنستغرام” يتابعه أكثر من 35 ألف حساب، وهو ممتلئ بصور رجل حزين يرتدي قبعة رعاة بقر في أماكن مختلفة.

استغلال أغاني الفنانين من دون إذنهم

وما يثير استياء الموسيقيين هو استغلال أغاني الفنانين من دون إذنهم، إذ سبق أن نقلت وكالة أسوشييتد برس عن آن، وهي عازفة الغيتار في فرقة “آن نيمياكانترايت”، أنّ “بعض الشركات تستولي على خلاصة مشاعر الفنانين وتجاربهم، ثم تطوّر تطبيقات تجني من ورائها ملايين ومليارات، من دون أيّ مقابل للفنانين، قائلة: “هذا غير عادل”.

ونقلت الوكالة عن المتخصّص في حقوق الملكية ماتياس هورنشوه أنّ مسألة توزيع الإيرادات بشكل غير عادل ليست جديدة في عالم الموسيقى، لكن الذكاء الاصطناعي زاد من حدّة المشكلة وسرّع تفاقمها.

وفي البداية، رفعت شركات إنتاج موسيقي دعاوى قضائية ضد بعض شركات الذكاء الاصطناعي، متهمةً إياها باستخدام أغاني الفنانين لتدريب نماذجها من دون تصاريح. لكن يبدو الآن أنّ الصفقات تعوّض الدعاوى، إذ في نهاية أكتوبر المماضي أعلنت مجموعة “يونيفرسال ميوزيك”، العملاقة في قطاع الإنتاج الموسيقي، إبرامها اتفاقية ترخيص مع شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أوديو”، في أوّل شراكة من نوعها في هذا المجال، لإطلاق منصة لإنشاء الموسيقى بالذكاء الاصطناعي العام المقبل.

وأوضحت “يونيفرسال” و”أوديو” أنهما توصلتا إلى تسوية لقضية مرفوعة بينهما سابقاً بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية، من دون تحديد الشروط المالية.

ومن المتوقع أن تعقد “وارنر ميوزيك” صفقات مشابهة. وتشمل محادثة “وارنر” و”يونيفرسال” شركات ناشئة مثل “إليفن لابس”، و”ستابليتي إيه آي”، و”سونو”، و”أوديو”، و”كلاي فيجن”، بالإضافة إلى شركات تكنولوجية كبرى مثل “سبوتيفاي” و”غوغل”.

استبدال الفنانين بالذكاء الاصطناعي

وأتى هذا الحدث الفارق في تاريخ الموسيقى، وسط تزايد مخاوف الفنانين من استبدالهم بالذكاء الاصطناعي، في وقت بدأت فيه الشركات الموسيقية الكبرى، فعليا، عقد الصفقات مع شركات الذكاء الاصطناعي.

وتزيد مثل هذه الأخبار مخاوف الموسيقيين خصوصا والفنانين عموماً من استبدالهم بالذكاء الاصطناعي، القادر على توليد الأغاني في وقت قصير وبكميات كبيرة، بينما يتطلب العمل نفسه من الفنان الكثير من المجهود العقلي والجسدي والعاطفي.

وفي وقت سابق من العام الحالي، أعلنت خدمة بث الموسيقى الفرنسية “ديزر” أنها تستقبل يوميا أكثر من 20 ألف أغنية ولّدها الذكاء الاصطناعي بالكامل.

وهذا جزء من مخاوف أكبر للمبتكرين، من مؤلفين وموسيقيين ومطوري ألعاب فيديو، الذين يخشون من استبدالهم بنماذج ذكاء اصطناعي مُدربة على عقود من الإنتاج الإبداعي البشري.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *