صابر بن عامر
أقرّت الصحفية التونسية ريم حمزة أنّ حضور فلسطين في مهرجانات صيف تونس 2025 كان واضحا ومتعدّدا في أكثر من موعد، سواء في قرطاج أو الحمامات أو عبر جولة “فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني” التي جابت المهرجانات الداخلية، لكن رغم ذلك لم يتحوّل بعد إلى مشروع ثقافي متكامل يعكس عمق القضية، بل ظل في حدود الرمزية التي تحتاج إلى تطوير حتى ترتقي إلى مستوى التوثيق والذاكرة.
جاء ذلك ردا منها على سؤال بوابة تونس حول هل أوفت مهرجانات تونس الدولية والمحلية هذا العام حقّ فلسطين الباسلة جماليا وفنيا؟
التزام تونسي بالقضية
ومع ذلك تقول حمزة: “الحضور الفلسطيني المتنوّع، بين الأصوات الفردية والفرق التراثية، يعكس التزام المهرجانات التونسية بالحفاظ على فلسطين في المشهد الثقافي، وتأكيد مكانتها في الوعي الجماعي”.
وتسترسل: “ورغم أنّ المأساة الفلسطينية أكبر من أن تختصرها عروض فنية، فإنّ استمرار ذكر فلسطين على المسارح التونسية يظلّ شكلا من أشكال المقاومة الرمزية، ودليلا على أنّ الفن قادر على تثبيت القضايا الكبرى في الذاكرة”.
وعليه، تواصل الصحفية التونسية “يمكن القول إنّ مهرجانات تونس الصيفية أوفت بجزء معتبر من التزاماتها تجاه فلسطين، لتبقى وفية لتقليد ثقافي قديم يربط بين الفعل الفني والموقف الوطني”.
فلسطين بأصوات تونسية وعربية
وفي صائفة 2025، بدا جليا أنّ فلسطين حضرت على المسارح التونسية بطرق شتى.
فقد كان لمهرجان قرطاج الدولي موعد مع صوتين فلسطينيين بارزين هما سان ليفانت ومحمد عساف، فيما استقبل مهرجان الحمامات الفنان الأردني من أصول فلسطينية حسام سيلاوي، وحضرت نويل خرمان من قلب فلسطين لتُشارك صوتها في الفعل الفني التونسي لمهرجانات هذا العام.
أما الحضور الأبرز فكان عبر جولة “فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني” التي جابت المهرجانات الداخلية، من وادي الليل إلى أوذنة والمنصورة مرورا بسيدي بوزيد وقرطاج، وصولا إلى قفصة والقلعة الكبرى والصخيرة، لترسم بخطواتها خريطة مفتوحة للذاكرة الفلسطينية في فضاءات تونسية متعدّدة.
كذلك حضرت فلسطين من خلال بعض الأصوات التونسية والعربية التي غنّت للقضية في مهرجانات تونس الصيفية على غرار لطيفة، وصوفية صادق، وأمينة فاخت، ولطفي بوشناق، ونبيهة كراولي، ونوردو، وبلطي، وفرقة “ناس الغيوان” المغربية.
