اعتبر الناطق باسم حزب التحرير رضا بالحاج أنّ “فرنسا وبجانبها الكيان الغاصب تشتغلان على إثارة الفتنة بين تونس والجزائر”.
جاء ذلك في مقطع فيديو نشره بالحاج على حسابه بموقع “يوتيوب”.
أهم الأخبار الآن:
وقال بالحاج إنّ “الجهات الاستعمارية تعمل عبر شن حروب عن بعد ووفق مشروع تفكيكي تفتيتي للمنطقة.
وأردف: “ثمة أمثلة حية تتربص بنا .. فالسودان مثال على ذلك فمن كان يتصور أن يصل البلد إلى هذا الحد والأمر نفسه بالنسبة إلى ليبيا التي أصبحت مسرحا للقوى الخارجية وأضحت لا تكاد تجتمع على شيء وصارت الدماء فيها رخيصة ومثلها اليمن والعراق”.
وتطرق رضا بالحاج إلى تعاطي عدد من أعضاء المعارضة مع ما جاء في المقال الصادر عن صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قبل أيام وقال في هذا السياق: “عدد من المعارضين استغلوا مضمون المقال دون وعي بالسياق الذّي ورد فيه”.
ولفت إلى أنّ كاتبة المقال تدعى سارة التومي وهي مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إفريقيا (المجلس الرئاسي حول إفريقيا) وأن هذا المقال يعد جزءا من العمل المقدم إلى ماكرون وأن المغزى منه واضح.
واتهم بالحاج جهات استعمارية بالقيام بالفتنة وأن إسرائيل تعمل على هذا المحور عبر بث الفتنة مشددا على ضرورة محاسبة من يشارك في ذلك فالموضوع لا يتعلق بمباراة كرة قدم.
ووجه بالحاج السؤال لمن تفاعلةا بالإيجاب مع فحوى المقال: “هل أنت مع بلادك وامتك أم أنت في موقع آخر متواطئ ومتدرج”.
ووصف بالحاج ما يحصل بـ”المشهد العبثي وأنّ المسألة تتجاوز الاختلاف في المواقف بل في المواقع..”
والسبت الماضي، كشفت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن تسريب وثائق تكشف عن اتفاقية وُقعت في 7 أكتوبر 2025 بين تونس والجزائر، تسمح للقوات الأمنية والعسكرية الجزائرية بالتدخل داخل الأراضي التونسية لـ”مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وذلك بناءً على طلب السلطات التونسية.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات التونسية اعتبرت الاتفاقية مجرد تحديث لاتفاقية ثنائية تعود إلى عام 2001، إلا أن الوثائق المسربة أعادت إشعال الجدل حول السيادة الوطنية، في وقت يركز فيه الرئيس قيس سعيد على رفض أي تدخل أجنبي كأحد أبرز شعاراته السياسية.
وتشير الوثائق إلى أن القوات الجزائرية المصرّح لها بالتدخل يمكنها التحرك حتى 50 كيلومترًا داخل الأراضي التونسية، والحصول على حق الوصول إلى المؤسسات الرسمية عند الحاجة.
كما تتحمل تونس جميع تكاليف هذه العمليات، بما في ذلك الإقامة والنقل واللوجستيات، وحتى تقديم الموارد الطبيعية إذا تعذّر الدفع نقدًا.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نجح في لعب دور “المرشد” للرئيس التونسي الحالي، في حين فشل كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القيام بهذا الدور.
وأثار توقيع اتفاقية للتعاون الدفاعي بين تونس والجزائر قبل ايام، جدالاً غير مسبوق إذ تصاعدت الدعوات إلى نشر مضمون الوثيقة، خاصة بعد نشر تسريبات لبعض بنودها التي أثارت مخاوف تونسية.
وكان وزير الدفاع الوطني في تونس خالد السهيلي قال إن “هذه الاتفاقية ليست جديدة، بل تم توقيعها منذ عام 2001، وتمت مراجعتها لتتوافق مع المستجدات وتوسيع مجالات التعاون، سيما في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتأمين الحدود المشتركة”.


أضف تعليقا