نفى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، المزاعم التي تحدثت عن دخول الجيش الجزائري الأراضي التونسية.
وقال تبون، في خطاب للأمة أمام البرلمان المجتمع بغرفتيه بثه التلفزيون الرسمي: “هناك محاولات زرع الفتنة بيننا وبين تونس باستعمال العقول الضيقة”.
وزاد: ” لم نتدخل يوما ما في الشأن الداخلي لتونس الشقيقة.. الجزائر تمنع نفسها من التدخل مثقال ذرة في شؤون تونس الداخلية، وجيشنا لم يطأ الأراضي التونسية”.
وأضاف: ” الروح الوطنية في تونس قوية جدا والبعض يحاول تصويرها بأنها سهلة الافتراس، لكنهم مخطؤون. هناك من يريد تفكيك الرابطة الأخوية بين الجزائر وتونس لاعتقادهم بأن ذلك يسهل افتراسها”.
وتابع: “الرئيس قيس سعيد لا هو مطبع ولا هو مهرول.. ومن يمس تونس فقد مس الجزائر.. امتداد أمن الجزائر إلى تونس وامتداد أمن تونس إلى الجزائر”.
وأثار توقيع اتفاقية للتعاون الدفاعي بين تونس والجزائر قبل أيام، جدالاً غير مسبوق إذ تصاعدت الدعوات إلى نشر مضمون الوثيقة، خاصة بعد نشر تسريبات لبعض بنودها التي أثارت مخاوف تونسية.
وكان وزير الدفاع الوطني في تونس خالد السهيلي قال إن “هذه الاتفاقية ليست جديدة، بل تم توقيعها منذ عام 2001، وتمت مراجعتها لتتوافق مع المستجدات وتوسيع مجالات التعاون، سيما في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتأمين الحدود المشتركة”
والسبت الماضي، كشفت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن تسريب وثائق تكشف عن اتفاقية وُقعت في 7 أكتوبر 2025 بين تونس والجزائر، تسمح للقوات الأمنية والعسكرية الجزائرية بالتدخل داخل الأراضي التونسية لـ”مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وذلك بناءً على طلب السلطات التونسية.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات التونسية اعتبرت الاتفاقية مجرد تحديث لاتفاقية ثنائية تعود إلى عام 2001، إلا أن الوثائق المسربة أعادت إشعال الجدل حول السيادة الوطنية، في وقت يركز فيه الرئيس قيس سعيد على رفض أي تدخل أجنبي كأحد أبرز شعاراته السياسية.
وتشير الوثائق إلى أن القوات الجزائرية المصرّح لها بالتدخل يمكنها التحرك حتى 50 كيلومترًا داخل الأراضي التونسية، والحصول على حق الوصول إلى المؤسسات الرسمية عند الحاجة.
