أعربت باريس عن “أسفها الشديد” لما وصفته بـ”الحكم القاسي” الصادر بحق الصحفي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز في الجزائر.
وأكّدت التزامها بحريّة الصحافة دون الدعوة إلى الإفراج عنه في ضوء تفاقم الأزمة بين فرنسا والجزائر.
أهم الأخبار الآن:
وتأتي إدانة الصحفي في قضية لم تكن معروفة من قبل، بينما ينتظر الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي يشكل احتجازه في الجزائر أحد عناصر الأزمة بين باريس والجزائر، الثلاثاء صدور الحكم في محاكمته في الاستئناف.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشر غداة كشف القضية من قبل منظمة مراسلون بلا حدود ومجموعة “سو بريس” التي يعمل لحسابها “تعرب فرنسا عن أسفها العميق للحكم القاسي بالسجن سبع سنوات الذي صدر بحق الصحفي الفرنسي كريستوف غليز“.
وقدّم غليز استئنافا الاثنين ضد الحكم، كما أكد محاميه صالح ابراهيمي لوكالة فرنس برس.
وأوضح المحامي الذي أكّد أنه زار الصحفي في السجن “لقد قدمنا استئنافا” وستتم إعادة محاكمته لكن ليس قبل الدورة الجنائية المقبلة المقررة في أكتوبر.
باريس تتابع عن كثب
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أنها تتابع “عن كثب” وضع الصحفي “منذ اعتقاله في الجزائر في ماي 2024” وأنها “قدمت له المساعدة والحماية القنصلية طوال فترة محاكمته“.
وأكدت أن “جميع الأجهزة المعنية ما تزال على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة له وهي على اتصال دائم به وبعائلته ومحاميه“.
وغليز صحفي مستقل متخصص في تغطية مباريات كرة القدم ومؤلف مشارك لكتاب عن “العبودية الحديثة” للاعبين الأفارقة الذين يهاجرون أملا في حياة أفضل.
ويُعرف غليز بأنه “يعمل دائما دون دوافع سياسية خفية كما تُثبت تحقيقاته ومقابلاته”. حسب ما صرّح فرانك أنيس مؤسس “سو بريس” لفرانس برس.
وأضاف أن هذه إدانة “ظالمة ولم يكن أحد ليتخيلها“.
وكان كريستوف غليز توجه إلى الجزائر لإعداد تقرير عن أحد أكبر أندية البلاد، نادي شبيبة القبائل (JSK)، ومقره تيزي ويزو شرق الجزائر العاصمة.
وأوقف في 28 ماي 2024، ووُضع تحت المراقبة القضائية 13 شهرا مع منعه من مغادرة البلاد. وحكم عليه الأحد بتهمٍ أبرزها “تمجيد الإرهاب” و”حيازة منشورات لأغراض دعائية تضر بالمصلحة الوطنية”. وفقا لمنظمة “مراسلون بلا حدود” غير الحكومية.
ويتّهمه القضاء بالتواصل مع أحد قادة شبيبة القبائل. وهو أيضا زعيم حركة تقرير مصير القبائل (MAK) التي صنفتها السلطات الجزائرية منظمة إرهابية عام 2021.
ويرد مؤيدوه بأن اتصالا واحدا من أصل ثلاثة جرى بعد هذا التصنيف. وأن الدافع وراءه كان إعداد التقرير المتعلق بشبيبة القبائل.
وتأتي هذه الإدانة في ضوء أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر و باريس، قوة الاستعمار السابقة. مع طرد دبلوماسيين من الجانبين وتجميد كل أشكال التعاون، وخاصة في مجالي الهجرة والقضاء.
واندلع النزاع الصيف الماضي بعد أن اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطة الحكم الذاتي “تحت سيادة المغرب” للصحراء الغربية، المنطقة المتنازع عليها منذ 50 عاما بين المغرب وانفصاليي جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر.
قضيّة صلصال
تفاقم الوضع باعتقال بوعلام صنصال منتصف نوفمبر بتهمة المساس بالوحدة الوطنية في تصريحات أدلى بها في فرنسا. حيث زعم أن الجزائر ورثت أراضي كانت تابعة للمغرب في ظل الاستعمار الفرنسي.
وبعد حكم ابتدائي بالسجن خمس سنوات، من المتوقع أن تصدر محكمة الاستئناف قرارها الثلاثاء.
في الربيع، استأنف البلدان المحادثات قبل أن يتفاقم الوضع ويتحوّل إلى أزمة دبلوماسية.
ووفقا لمصادر قضائية اتصلت بها فرانس برس في الجزائر الأحد، نقل الصحفي مباشرة إلى سجن تيزي ويزو بعد إدانته.
وصرح فرانك أنيس “من المهم بذل كل جهد بما في ذلك سياسيا ودبلوماسيا لتحقيق العدالة وعودة كريستوف إلى أقاربه وفريقه التحريري“.


أضف تعليقا