أضاف الفيلم التونسي “الجولة 13” للمخرج محمد علي النهدي وإنتاج مالك كشباطي، إنجازًا جديدًا إلى مسيرته الدولية المتصاعدة بعد فوزه بجائزة كريستال سيمرغ لأفضل فيلم ضمن مسابقة الإطار المستقبلي في الدورة الـ43 من مهرجان فجر السينمائي الدولي.
وجاء الإعلان عن الجائزة خلال الحفل الختامي الذي احتضنه مجمع سينما “هنر شهر آفتاب” بمدينة شيراز الإيرانية.
أهم الأخبار الآن:
وشارك فيلم “الجولة 13” ضمن مسابقة الإطار المستقبلي المخصّصة للأعمال الأولى والثانية للمخرجين، وقد تمّ اختياره من بين 10 أفلام دولية.
وقرّرت لجنة التحكيم، المكوّنة من دينيز يافوز (تركيا)، وهاي إنري موري (فرنسا)، ومهدي كرمبور (إيران)، منح جائزة كريستال سينرغ لأفضل فيلم مناصفة بين “الجولة 13” و”وجهان للخريف”، تقديرًا لرؤيتهما الفنية ومتانة بنائهما الدرامي.
انطلاقة عالمية لافتة
وانطلق مشوار “الجولة 13” عالميًا من خلال عرضه العالمي الأول في مهرجان تالين بلاك نايتس السينمائي في إستونيا، أحد أبرز المهرجانات من الفئة “أ”.
وقد حظي الفيلم بإشادة النقاد والمهنيين بفضل لغته البصرية الجريئة وأداءاته القوية.
وفي نوفمبر الماضي، واصل الفيلم نجاحه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46، حيث فازت نجمته عفاف بن محمود بجائزة أفضل أداء عن دورها في الفيلم، وهو تكريم يعكس قوة حضورها وأهمية التجربة التونسية في الساحة العربية.
وبعد نجاحه في القاهرة وتالين، جاء فوزه بالسيمرغ الكريستالي في شيراز، ليؤكّد مكانته كأحد أبرز الأفلام الصاعدة لهذا العام.
عن “الجولة 13“
يتناول الروائي الطويل قصة أسرة بسيطة تعيش في حي شعبي، مكوّنة من الأب كامل والأم سامية وابنهما الوحيد صبري البالغ من العمر تسع سنوات، والمتعلق كثيرا بوالده الملاكم السابق، ويحلم بأن يصبح يوما ما بطلا مثله.
لكن حادثة عادية تزلزل السكون الهشّ لهذه الأسرة الصغيرة، حين يسقط صبري في المدرسة وتتورّم ذراعه، لتسفر رحلة مضنية بين مستشفيات التأمين الصحي والعيادات الخاصة عن تشخيص حالته بالإصابة بالسرطان.
حينها تتكشّف المزيد من التفاصيل عن ظروف كامل الذي لا يعمل، ويخشى إنجاب طفل آخر بسبب ضيق الحال.
أما زوجته سامية فقد قاطعتها أسرتها حين تركت الدراسة في معهد تصميم الأزياء من أجل الارتباط بحب عمرها، لينتهي بها الحال عاملة خزينة في أحد المتاجر الكبرى، وتصبح هي التي تعيل الأسرة فعليا.
تقترح سامية على زوجها اللجوء إلى إحدى الجمعيات أو المؤسّسات التي تتكفّل بعلاج مرضى السرطان، لكن كامل يرفض ذلك، ويعتبر أنّ إنقاذ ابنه الوحيد من المرض “معركة كرامة” عليه خوضها بنفسه والانتصار فيها.
مع بدء جلسات العلاج الكيميائي وتطوّر الحالة، يُشكِّل المزج على الشاشة بين المشاهد الحقيقية لمنازلات الملاكمة ومعاناة صبري في تلقي العلاج تجسيدا واقعيا للمعاناة التي يعيشها كل طفل يُصاب بذلك المرض.
ورغم ضعفه والخوف الذي تسلّل إليه مع بدء إدراكه معنى كلمة الموت، فإنّ صبري كان يحاول طول الوقت ألّا يخذل والده، ويتجاوب مع تشجيعه المستمرّ بمنازلة المرض وتحمل ضرباته الموجعة حتى الجولة الأخيرة.
وعند مصارحة الطبيب للأب والأم بتأخّر حالة ابنهما، ينهار كل شيء، ويُصيبهما شعور العجز بثورة غضب تفقدهما عقلهما، قبل أن يتقبّلا الحقيقة المرة التي رفضاها منذ البداية الاعتراف بها أو تصديقها.
والفيلم من بطولة عفاف بن محمود، وحلمي الدريدي، والطفل هادي بن جبورية، بالاشتراك مع الفنان الأمين النهدي. وهو العمل الروائي الطويل الثاني في مسيرة مخرجه محمد علي النهدي، بعد أربعة أفلام قصيرة.
ويعدّ “الجولة 13” جزءًا من موجة جديدة من السينما التونسية التي تطرح رؤى حديثة وجريئة.
ومن خلال مشاركاته الدولية وجوائزه المتتالية -من عرضه العالمي الأول في تالين، إلى تتويجه في القاهرة، وصولا إلى فوزه في مهرجان فجر- يرسّخ الفيلم مكانة السينما التونسية في المشهد العالمي.





أضف تعليقا