الاعتراف بالاعتداء “الإسرائيلي”.. تونس في مرمى الاستهداف الأمريكي؟

استهداف أمريكي لتونس

 

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مراد علالة، إن إقرار المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط توم براك، باعتداء الاحتلال على ميناء سيدي بوسعيد، يتنزل ضمن الاستهداف الأمريكي لتونس.

وفي حديث لبوابة تونس، اعتبر مراد علالة أن “الاعتداء الصهيوني الذي وقع بوضوء أخضر أمريكي”، يتنزل ضمن ضغوط واشنطن على تونس، على عدة مستويات.

وأكد علالة أن “التصعيد الذي تشنه إدارة ترامب ضد تونس أمر واقع، على مستويات مختلفة سياسيا واقتصاديا وماليا وإعلاميا”.

 

اعتداء على حليف رئيسي خارج “الناتو”

وحسب المحلل السياسي، فإن “حديث توم براك بهذا الشكل واعترافه بوقوف الاحتلال وراء الاعتداء على سفن أسطول الصمود بميناء سيدي بوسعيد، يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية”.

وأتبع قائلا: “لو كان هدف الإدارة الأميركية نبيلا، لكانت تواصلت مع الجهات التونسية، خاصة أن تونس تحظى بصفة حليف أساسي من خارج حلف الناتو، وبالتالي كان على واشنطن أن تتفاعل مع الأمر بشكل آخر”.

وواصل: “دولة شريكة مع حلف شمال الأطلسي، تتعرض لاعتداء بهذا الشكل والإدارة الأمريكية تكتفي بمجرد الإشارة إليه، فهذا يبين أن المطلوب منا أمريكا أن نكون خدما للكيان الصهيوني”.

ولفت مراد علالة، إلى  أن الإدارة الأمريكية تعتبر الحاضنة والحامية للكيان الصهيوني، لكنها تحاول من خلاله تحقيق جانب من أهدافها في الهيمنة على العالم، وهذا لا يتسنى لها إلا بدعم عربدته في المنطقة وتوفير بيئة مناسبة لذلك.

وتشمل هذه البيئة، وفق رأيه، “فرض التطبيع على الدول العربية، وتركيعها أحيانا بقوة السلاح كما حصل مع قطر مؤخرا، وكما يحصل مع لبنان واليمن، وبالضغط الاقتصادي والسياسي كما يحدث مع تونس”.

 

ضوء أخضر أمريكي

وبخصوص حصول الاحتلال على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، قبل الاعتداء على السيادة التونسية، أجاب المتحدث: “كل العربدة التي يقوم بها الكيان، لا تتم إلا بموافقة أمريكية، وحتى إن لم تكن مسبقة فهناك تزكية بعدية”.

ويرى المتحدث أن “تونس من ضمن الدول العربية المعنية وفق الأجندة الأمريكية، بالتركيع والتطبيع لفرض الكيان الغاصب، وتأمين مصالحه”.

وأردف: “وبالتالي حصل الاختراق السياسي والاقتصادي والحصار المالي، وكل هذا شهدته تونس وغيرها من الدول العربية، وللأسف البعض انخرط في مسار التطبيع والبعض الآخر ما يزال يتمسك بشيء من السيادة”.

وأضاف: الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، أصبحت أكثر وقاحة وجرأة في التعبير عن معاداتها واستهدافها للدول والشعوب، خاصة بالشرق الأوسط والمنطقة العربية.

وتابع: هذه الإدارة لا تجد حرجا في الإصداح بمعلومات ومعطيات حتى وإن لم تقم الجهات المعنية بالكشف عنها، وهذا الموقف الأمريكي متناغم مع ما يقوم به الكيان الصهيوني الذي يستهدف تونس بدوره.

تهديد أسطول الصمود

ولفت المحلل السياسي، إلى أن تصريحات براك تزامنت مع تهديدات الكيان المحتل لأسطول الصمود العالمي ورموزه، وبينها ناشطون تونسيون، وعلى وجه التحديد منسق الأسطول المغاربي وائل نوار.

واستدرك: الاستهداف الصهيوني الأمريكي لبلادنا ونخبنا ونشطائنا أصبح معلنا، وللأسف قد نتكتم عنه على المستوى الرسمي، أو قد لا نجد الجرأة للحديث عنه، ولكنه أمر واقع.

وإجابة عن سؤال بوابة تونس، بشأن تفسيره لخفايا الاستهداف الأمريكي لتونس وعلاقته بالموقف من القضية الفلسطينية، أوضح علالة أن هذه الضغوط كانت موجودة في السابق، ولكنها بلغت ذروتها في الفترة مؤخرا.

ويفسر مراد علالة تصاعد الضغوط الأمريكية على تونس بعاملين رئيسيين، الأول هو التطورات المرتبطة بغزة، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي فرض على الجميع التفاعل، بما في ذلك واشنطن التي تلقي بثقلها لحماية الاحتلال.

ويضاف إلى ذلك، عامل ثان يتعلق بالموقف الشعبي التونسي المتقدم جدا، والمتناغم مع الموقف الرسمي في علاقة بالصراع مع الكيان الصهيوني، وهذا يجعل بعض القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تنظر إلى تونس ببعض التوجس وبغضب.

وبخصوص المطلوب من الدولة التونسية للتعاطي سياسيا ودبلوماسيا مع الموقف الأمريكي وضغوطه تجاه تونس، شدد مراد علالة على ضرورة الثبات على المواقف السياسية المعلنة، خاصة على مستوى القضية الفلسطينية.

كما دعا علالة إلى الاستفادة من الآليات الأممية للدفاع عن حق تونس إزاء الاعتداء على سيدي بوسعيد، انطلاقا من تجربة العدوان على حمام الشط، حيث خاضت الديبلوماسية التونسية معركة في الأمم المتحدة وتحصلت على إدانة دولة صريحة للاحتلال.

وشدد مراد علالة، على الحاجة إلى سلم اجتماعي، وتهدئة وتنقية للمناخ السياسي، لتعزيز الجبهة الداخلية،  فعندما يكون الخطر خارجيا فلا يمكن التصدي له إلا بجبهة داخلية قوية وفق تعبيره.

ويرى المتحدث أن الجميع مطالب بتقديم تنازلات لحماية الدولة التونسية، قائلا: نحن مطالبون بالذهاب إلى تنقية المناخ السياسي ومعالجة عاجلة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حتى تتنفس الفئات الشعبية ونكون جاهزين لسيناريوهات المرحلة.

وحذر المحلل السياسي من أن كل “الاحتمالات متوقعة في المرحلة القادمة، في ظل التعنت الصهيوني والموقف الأمريكي، بالتالي “يجب أن يقرأ لهما ألف حساب”.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *