إذا كان محمد البوعزيزي هو الذي أطلق الشرارة الأولى للثورة في تونس سنة 2011 بإضرام النار في نفسه احتجاجًا، فإن الثورة المصرية اندلعت بسبب وفاة الشاب خالد سعيد تحت التعذيب في مراكز الشرطة بالاسكندرية.
وفاة خالد قبل 6 أشهر من اندلاع الثورة المصرية حشدت الجماهير المحتجّة والمطالبة بمحاسبة القتلة، على مواقع التواصل الاجتماعي واختار الناشطون #25_يناير وسما رمزا لاحتجاجهم لما في التاريخ من رمزية في مصر باعتباره عيدا للشرطة وهي الطرف المتهم بقتل خالد سعيد.
هاشتاغ 25 جانفي/يناير اكتسح منّصات التواصل الاجتماعي إلى أن حل ذلك التاريخ سنة 2011 وكان موعدا لهبة احتجاجية ضخمة اجتمع فيها الغضب على مقتل الشاب البريء والاحتقان بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة للشعب المصري.
صدى ثورة تونس في 25 يناير
اشتّدت عزائم شباب مصر الثائر وازدادت ثقتهم بأنفسهم في إسقاط النظام وفي جعل تاريخ 25 جانفي/يناير تاريخ ثورة شعب لا عيد شرطة، بعد متابعتهم ما حصل في تونس. لقد كانت الثورة التونسية وسريانها في مواقع التواصل الاجتماعي والشوارع ونجاحها في إسقاط النظام الحاكم قبل 10 أيام من موعد الحسم في مصر، دافعا كبيرا للشباب المصري من أجل المضي قدما في الترويج لتاريخ 25 يناير فأصبح الوسم « ترند » على تويتر واستعد الجميع لذلك الموعد لتغيير عنوانه.
كانت الثورة التونسية حافزًا لكسر حاجز الخوف في قلوب المصريين الذين آمنوا بلحظة التغيير واستجابوا لدعوات هاشتاغ 25 يناير.
حرب الهاشتاغات وفتيل الثورة
25 يناير كان الوسم الأشهر في الثورة المصرية لكنه لم يكن الوسم الوحيد على غرار #ثورة_25_يناير و#مصر #ثورة_يناير…لكن ثاني أشهر الوسوم كان هاشتاغ #ميدان_التحرير.
إذا كان #25_يناير هو التاريخ فإن ميدان التحرير هو ساحة الاحتجاج الأكبر باعتباره أكبر ساحات مصر وسط العاصمة القاهرة. وسم انتشر في ملايين التغريدات عبر تويتر واستدعى متظاهرين من مدن مصرية أخرى. وقد رافق الهاشتاغ كامل محطّات الثورة المصرية إلى أن سقط النظام برئاسة حسني مبارك يوم 12 فيفري/فبراير 2011.
ولا يزال هاشتاغ ميدان التحرير إلى اليوم عنوانا للحشد الشعبي والتظاهر ضد نظام عبد الفتاح السيسي خاصة في ذكرى الثورة يرافقه هاشتاغ #إرحل_يا_سيسي.