تنطلق، ظهر اليوم الأربعاء 15 مارس، في قاعات السينما التونسية عروض الفيلم الجزائري “حوريّة” للمخرجة منية مدور.
و”حورية” فيلم يتتبّع سير نساء مبدعات تركن بصمتهنّ في المجتمع الجزائري، انطلاقا من سيرة راقصة ومبدعات أخريات تغوص كاميرا منية مدور في ثراء المجتمع الجزائري حضاريا وثقافيا ولغويا وتنقل جزءا من موروثه الإنساني الذي تحرسه النساء.
وفي ثاني أفلامها الطويلة، بعد “بابيشا” تعود مدور إلى عالم القهر الذكوري للمرأة في المجتمع الجزائري، وتلقي الضوء على “البلطجة” في عالم حورية؛ راقصة الباليه التي تحلم بالانضمام إلى فرقة الباليه الوطني الجزائري، وتعمل نهارا عاملة نظافة، وليلا تقوم بالمراهنة لتحقيق الاستقرار المادي ولتواصل مطاردة حلمها، إلّا أن تعدّي علي عليها في مشاجرة لاسترداد أموال ربحتها منه، يفقدها النطق وكذلك حلمها في الاستمرار، راقصة باليه.
وفي محاولة لتناسي تلك الإصابة والأحلام المجهضة، تُقرّر حورية أن تعلّم السيدات في مركز تأهيل الرقص مُستغلة موهبتها.
واعتمدت مدور في هذا الفيلم على الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خودري التي كانت استعانت بها أيضا في تجربتها الروائية الأولى “بابيشا”؛ الفيلم الصادر عام 2019، والفائز بجائزة سيزار لأفضل عمل روائي أول، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة صاعدة.
وأجادت خوردي تجسيد دورها في فيلم “حوريّة” خاصة أنه يعتمد بشكل كبير على لغة الجسد والإيماءات وتعبيرات الوجه، لأن شخصيتها تفقد النطق في بداية الفيلم، وتضطر إلى مواجهة مصير لم تكن تتوقّعه، وما بين صدمة واقع مؤلم جديد وألم نفسي تشعر به، ثم رغبة في أن تتعايش مع هذا الواقع، مع البحث عن أحلام جديدة بدلا من المحطمة الضائعة، تتنقّل أحاسيس المُشاهد مع شخصية بطلة الفيلم.
وما يميّز فيلم “حوريّة” أنه يبدأ بصدمة كبيرة ليتعاطف المُشاهد مع البطلة التي لديها أحلام كثيرة، وتواجه مأساة شخصية، لكنها تلتقي نساء أُخريات مررن بمواقف مماثلة، وتجد طريقة إبداعية لمُتابعة شغفها، في إشارة إلى أن التمسّك بالحلم والأمل قادر على مواجهة أي ظروف قد يمرّ بها الإنسان، وهو ما تُؤكّده منية مدور في أفلامها، فهي رافضة الاستسلام للعقبات.
ففي فيلمها الروائي الأول “بابيشا” تحكي عن نجمة جزائرية في فترة التسعينات، لديها طموح كبير في مجال تصميم الأزياء والموضة، لكن تُصدم بواقع الحرب الأهلية في بلدها، لذا تخرج مع صديقتها لمحاربة الأفكار المرفوضة.