اتهمت إيران، الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول، كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية بالوقوف وراء الاحتجاجات وأعمال العنف التي تشهدها منذ أيام.
وتعيش إيران على وقع احتجاجات شعبية منددة بمقتل شابة كردية تدعى مهسا أميني، واشتباكات مسلحة في إقليم بلوشستان جنوب شرقي البلاد، قُتل فيها 32 شخصا بينهم 4 ضباط في الحرس الثوري.
أهم الأخبار الآن:
وقال قائد حرس الثورة في إيران، العميد حسين سلامي: “نقول لأمريكا وبريطانيا والسعودية التي تدعم مثيري الشغب وتستهدف الثورة، إنها ستُهزم”.
وتابع سلامي قوله: “العدو يحاول إضعاف إرادة الشعب الإيراني وجر شبابنا إلى الشارع وهذه آخر سياسة له”.وأمس السبت، توعد سلامي بالانتقام لمقتل ضباط من قوّات الحرس الثوري و”البسيج” الذين قضوا في اشتباكات يوم الجمعة في مدينة زاهدان.
أحداث زاهدان
وتزامنت الاشتباكات الأخيرة في المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد مع احتجاجات في بقية المدن الإيرانية على مقتل مهسا أميني (22 عاما)، أثناء احتجازها بمركز للشرطة بسبب مخالفتها قواعد الزي الإسلامي، غير أنّ مراقبين استبعدوا أي ترابط بين الحدثين.
وتؤكّد الرواية الرسمية الإيرانية بشأن أحداث زاهدان أنّ مثيري الشغب وانفصاليين إرهابيين هاجموا، بعد صلاة الجمعة، مركز الشرطة رقم 16 في المدينة وأرادوا السيطرة عليه”.
وأوردت مصادر إعلامية إيرانية أنّ “منظمة جيش العدل” الإرهابية أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على مركز الشرطة في زاهدان.
في مقابل ذلك، كشف ناشطون من المدينة أن زاهدان عاشت كسائر مدن محافظتي سيستان وبلوشستان الإيرانيتين، حالة احتقان على خلفية أنباء عن اغتصاب شرطي فتاة في منطقة تشابهار، ما أثار موجة غضب عارمة.
وأكد ناشطون “بلوتش” أن بعض سكان المدينة تجمعوا، الجمعة، أمام مركز الشرطة بزاهدان للاحتجاج على هذا الحادث فضلا عن وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني لترد الشرطة الإيرانية بإطلاق النار.
ولهذه المنطقة تاريخ في الاضطرابات وأعمال العنف بين المتساكنين وقوات الأمن الإيرانية، التي تؤكد أنها تحارب أفراد جيش العدل وتصفهم بـ”الإرهابيين والانفصاليين”.
جيش العدل
جماعة مسلّحة تنشط في إقليم سيستان بلوشستان الذي يضم منطقة فقيرة تقع على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وتشهد هجمات واشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.
وأُدرج التنظيم -الذي يعمل على استعادة دولة البلوش التاريخية التي كانت تعرف باسم (خانية كلات) قبل إخضاعها عام 1839 للسيطرة البريطانية وتقسيمها بين باكستان وإيران وأفغانستان- في قائمات الإرهاب الأمريكية منذ 2010.
وظهر “جيش العدل” عام 2012 من رحم تنظيم جند الله، وهو امتداد للتنظيم الذي أسسه عبد المالك ريغي الذي أعدمته طهران في 2010، وفي 2016 انضم إلى هذا الجيش ما يعرف بـ”جيش النصر”.
ويرى مراقبون أنّ هذا الفصيل المسلح لا يرتبط تنظيميا أو فكريا بتنظيم القاعدة وداعش، بل يشكل حركة سنية قومية خاصة، إذ تؤكد أدبياته ضرورة “قتال النظام الإيراني الذي يهيمن عليه التيار الشيعي ويضطهد الأقلية السنية”.
وكان قائد جيش العدل عبد الرحيم ملا زاده، وصف في وقت سابق، جماعته بأنّها “منظمة دفاعية وعسكرية أُسست لصون الحقوق الوطنية والدينية للشعب البلوشي وأهل السنة في إيران”.
أضف تعليقا