أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الأربعاء 16 سبتمبر، طبق الكسكسي على قائمة التراث العالمي غير المادي، بعد تقدم أربعة دول مغاربية (تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) بملف مشترك لليونسكو .
وبذلك “حُسم” السّجال حول الوجبةَ الأكثر شعبية في شمال إفريقيا “الكسكسي”، والتي طالما تنافست دول المغرب العربي واختلفت حول “ملكيّة” هذا الطبق المميّز المكون من حبات متناهية الصغر من دقيق القمح المطبوخ على البخار مع مرق من الخضار واللحم أو السمك أو الدجاج.
فرغم اتفاق الدّول المغاربية على أنّ طبق الكسكسي أمازيغيُّ الأصل إلاّ أنهم لطالما اختلفوا حول مولده.
الكسكسي الأكلة الأكثر انتشاراً مغاربيا
تختلف تسميات الكسكسي الطبق الشعبي باختلاف البلد، فنجده يسمى “الكسكس” من “كسيكو” أي سميد القمح أو “كوسكوسو” وتعني مسحوق أو “كيسكيس” وهو اسم وعاء يستخدم للطهو على البخار.
ويُعدّ الكسكسي الأكلة الشعبية الأكثر انتشاراً بدول المغرب العربي، إذ تكاد لا تخلو مائدة منه على الأقل مرة واحدة في الأسبوع.
ويجمع الكسكسي الأسر والعائلات المغاربية في مختلف المناسبات الاجتماعية (أفراح أو عزاء)، ويقترن لديهم بجميع مراحل الحياة من زواج وحمل وولادة والاحتفالات الدينية.
وللكسكسي شهرة خارج حدوده المغاربية فهو منتشر بكثرة في المطاعم الفرنسية ويباع كوجبات جاهزة في المساحات الكبرى الفرنسية. والسبب بسيط: الاستعمار الفرنسي الذي حمل طبق الكسكسي من المغرب وتونس والجزائر إلي دياره وكاد ينسب الكسكسي له كذلك، وفي عام 2013 حلّ الكسكسي أفضل ثالث طبق في فرنسا.
ما أهميّة تصنيف الكسكسي ضمن التراث غير المادي؟
في أكتوبر 2003، اعتمدت اتفاقية حفظ التراث الثقافي غير المادي من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو، بهدف نقل المعارف والمهارات والمعاني، من خلال التوريث أي تناقل التراث بين الأجيال.
ويُقصد بالتراث غير المادي للعالم كل ما ورث عن السلف ويخشى عليه من الاندثار والزوال بفعل العولمة والازدهار، ويشمل المهرجانات التقليدية والرقص والغناء والعادات وأساليب المعيشة والحرف والأكلات والمشروبات الشعبية.
ومن أبرز الأطعمة المضافة إلى قائمة اليونسكو لصوْن التراث اللامادي البيتزا الإيطالية والقهوة العربية التي أضافتها قطر والسعودية وسلطنة عمان والإمارات عام 2015 على قوائم التراث العالمي، وخبز اللافاش الأرميني، والقهوة التركية عام 2013.