يساعد الجسم ويعالج الأمراض.. تعرّف على الجانب الإعجازي في فريضة الصوم

يحلّ اليوم شهر رمضان، ويقدم المسلمون فيه على إحياء أحد أركان الإسلام الخمسة وهي فريضة الصوم.

والصيام الفريضة اشتركت في أدائها أقوام مختلفة ممن تنزلّت عليهم الرسالات السماويّة كما جاء في القرآن الكريم مع اختلاف طرق الصيام.

يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

فالله -سبحانه وتعالى- فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، ووضّحت الشريعة الإسلامية أركان هذه الفريضة والمتمثلة في النية على الصيام ليلًا قبل طلوع الفجر الصادق، والإمساك أي الامتناع عن الجماع وتناول الأطعمة والأشربة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع اختلاف عدد ساعات الصيام من دولة إلى أخرى حسب موقعها الجغرافي.

ومن بين المواضيع التي تطرح للنقاش مع عودة شهر الصيام كل سنة، الحكمة من فريضة الصوم والإعجاز العلمي في فرض هذا الركن على المسلمين.

الحكمة من مشروعية الصيام

شرّع الله -سبحانه وتعالى- الصيام كغيره من العبادات لغاية أوضحها سبحانه في آية فرض الصيام ألا وهي غاية التقوى، فالصيام من أعظم العبادات المعينة على تحقيق معنى التقوى؛ تنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه مع الاعتقاد الجازم بأنّ الله هو الرقيب على العبد في كل زمان ومكان.

فاستشعار وجود الله ومراقبته في السر والعلانية من أعظم معاني التقوى التي فرض الصيام من أجلها.

كما يساعد الصيام على اجتناب المحرّمات والنواهي والمكروهات، والقدرة على التحكّم في رغبات النفس وشهواتها وملذاتها، والتغلّب على الشيطان وقهره بالانصراف إلى عبادة الله التي تكبر هو عنها.

كما للصيام دورٌ في الشعور بحاجة الفقراء والمساكين إلى الطعام والشراب.

إلى جانب تعويد الصائم على المداومة على الأعمال الصالحة كالإكثار من الاستغفار والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

الإعجاز العلمي في فرض الصيام

فرض الله -سبحانه وتعالى- العبادات على المسلمين للحصول على الثواب والأجر في الآخرة دون إلحاق الضرر أو الأذى به في الدنيا جرّاء تطبيق تعاليم وأحكام أيٍّ من العبادات.

بل وعلى العكس أثبتت النظريات الحديثة والآراء الطبية والعلمية أنّ كل فريضة من الفرائض وكل ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية، يخفي خلفه إعجازا بشكل أو بآخر قد لا تدركه العقول والأبصار.

وتتمثّل أوجه الإعجاز العلمي في فرض الصيام من خلال فوائده الجمّة على الفرد والمجتمع، ومنها:

– زيادة كفاءة الخلايا التائية واللمفاوية بعشر مراتٍ خلال الصيام نتيجة توقّف عمل الجهاز الهضمي مما يزيد من قوة جهاز المناعة والمقاومة للأمراض عند الصائم، كما يتزايد عدد الأجسام المضادة للبكتيريا والفيروسات في الجسم.

– محاربة السمنة وزيادة الوزن والترهلات من طريقيْن أولهما الراحة النفسية والإيمانية المصاحبة للصيام والتي تنعكس على ضبط عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ومن الناحية الأخرى استهلاك مخزون الدهون المتراكم في الكبد ومناطق الجسم الأخرى لتزويد الجسم بالطاقة أثناء الصيام وبالتالي إنقاص معامل كتلة الجسم.

– الوقاية من أمراض الكلى ومشاكلها، كتكوُّن الحصى بسبب ارتفاع تركيز عنصر الصوديوم في الجسم العائق لتبلور أملاح الكالسيوم على شكل حصواتٍ تترسّب في الكلى والمسالك البولية.

– المقدرة على التحكّم في الغريزة الجنسية وضبطها بسبب انخفاض تركيز هرمون التيستوسترون (هرمون الذكورة).

– الامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة يُسهم في تطهير الجسم من السموم المتراكمة في الكبد والكليتيْن وغيرهما.

– انخفاض معدّل نبضات القلب في الدقيقة الواحدة للشخص البالغ الخالي من الأمراض من 72 إلى 60 نبضة/ الدقيقة بسبب توقّف عمل الجهاز الهضمي الذي يحتاج في هضمه للطعام إلى ضخ الدم من القلب باستمرارٍ، ففي الصيام تتوقّف عملية الهضم وبالتالي إراحة عضلة القلب.

– التفكّر في الصيام كعبادةٍ تتكرّر سنويًّا لشهر واحد يدفع المسلم إلى الانضباط والصبر وإخلاص العبادة لله والإقبال عليه وترك المعاصي والذنوب والملاهي خلال الصيام، ممّا يؤثّر إيجابيّا ويعزّز من الوازع الديني والراحة النفسية والتي قد تنسحب على حياة المسلم بعد رمضان فيواظب على ما كان عليه في رمضان.

أمراض يعالجها الصيام

يعالج الصيام عددا من الأمراض الخطيرة أهمها:

– الأمراض الناتجة عن السمنة: كمرض تصلّب الشرايين، وضغط الدم، وبعض أمراض القلب.

– يعالج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية مثل: مرض الرينود ومرض برجر.

– يعالج الصيام المتواصل (الطبي) مرض التهاب المفاصل المزمن.

– يعالج الصيام الإسلامي ارتفاع حموضة المعدة، وبالتالي يساعد في التئام قرحة المعدة مع العلاج المناسب

– لا يسبّب الصيام أيّ خطر على المرضعات، أو الحوامل، ولا يغيّر من التركيب الكيميائي، أو التبدلات الاستقلابية في الجسم عند المرضعات، وخلال الشهور الأولى والمتوسطة من الحمل.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *