ثقافة

ياسمين عزّيز وعلي الجزيري يلتقيان في مشروع “شجاع”

صابر بن عامر

في عرض خاص بالصحفيين بأحد الفضاءات السياحية بجهة قمرت، الأحواز الشمالية لتونس العاصمة، استعرضت عازفة الكمان والفنانة التونسية- العالمية ياسمين عزّيز آخر إنتجاتها الفنية المعنونة بـ”شجاع” وهو الألبوم الخامس في رصيدها بعد “انصهار” و”رائع” و”الجاز” و”ياسمين إفريقي”.

وألبوم “شجاع” الذي تعاونت فيه ياسمين مع الفنان والممثل والمنتج علي الجزيري ضم 11 معزوفة غنائية متنوّعة جمعت فيها أنماطا موسيقية متعدّدة كالجاز والبوب والبلوز والهيب هوب والالكترو والديسكو وغيرها.

ألبوم “شجاع” لأصوات تونسية شابة

وطوال ساعة ونصف الساعة من الزمن غنّت ياسمين عزيّز ورقصت وعزفت “الجاز وومن” كما قدّمها منتج الألبوم علي الجزيري في الحفل، مُستعرضة تنويعات موسيقية راوحت بين الإيقاع الإفريقي حينا والكانتري الأميركي أحيانا والنوت الغربية المطعّمة بالنغمات الشرقية في أكثر من معزوفة.

وياسمين عزيّز التي عشقت الكمان منذ ربيعها الرابع رافقها  كل من ياسين بودية على الغيثار الالكتروني، وهيثم بن عطية على الباطري وعلاء بن فقيرة على الكلافيي وإبراهيم زمال على الباص، وهي مجموعة تلتقي للمرة الأولى لتنفيذ كلمات وألحان وُضعت خصيصا لألبوم “شجاع” الذي أنتجه المركز الثقافي بجربة تحت إشراف علي الجزيري.

وعن الألبوم أفادنا نجل المخرج السينمائي والمسرحي الفاضل الجزيري، بأن فكرة تعاونه مع ياسمين عزيّز انطلقت من اقتراح منه لإنجاز أغنية أو معزوفة لها مع فرقته “هاملين” لتتطوّر إلى ألبوم غنائي مُتكامل ومتكون من 11 أغنية.

ويقول علي الجزيري في تصريح خاص ببوابة تونس: “ياسمين المختلفة والنشطة والمُغامرة راهنت عليّ، كما راهنت عليها، فكان ألبوم “شجاع” عنوانا لشجاعتنا ربما في الولوج إلى نمط موسيقيّ غير مُتداول بالشكل الجماهيري في تونس، لكن نجاح العرض ما قبل الأول دليل على كوننا في الطريق الصحيح، وبالتراكم سيكون لموسيقانا أحباء وشغوفون بتونس كما في العالم”.

أما ياسمين عزيّز العازفة والملحنة والممثلة، فقالت: “التجربة رائعة وهي استكمال لمساري الموسيقي الذي بدأته منذ نحو عقدين، وشاهد القليل منه الجمهور التونسي في حفل قرطاج 2017، وأنا أسعى إلى تدعيم مساري وخياري الموسيقي بالشراكات الفنية المُثمرة كما هو الحال مع علي الجزيري وفرقته الموسيقية الرائعة”.

وأكدّت عزيّز أنها انطلقت في إنجاز التمارين على ألبومها الجديد مع موفى شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2021 ومطلع شهر جانفي/ يناير من العام 2022، قبل الشروع في تسجيل الألبوم في ربيع العام الحالي، وقد وقع انتقاء المجموعة الموسيقية خصيصا لهذا الحدث من ضمن عدد كبير من العازفين الذين تمّ الاستماع إليهم واختيار أفضلهم لهذا المشروع، وهي تعتزم برمجته في مهرجانات تونس للعام 2023 المقبل، مع جدولته ضمن جولة عالمية.

ياسمين وعلي يُعليان صوت الالكترو

وياسمين عزيز (33 عاما) هي عازفة كمان وموسيقية من أصل تونسي، مولودة في المملكة المتحدة، بدأت بالعزف على الكمان وهي في الرابعة من عمرها وعندما بلغت ربيعها الثامن، تم قبولها في مدرسة يهودي مينوهين في إنجلترا.

ثم انطلقت في العزف على خشبات المسارح في سن الحادية عشرة، وعندما بلغت السابعة عشرة من عمرها، حصلت على المركز الثاني في مسابقة “أفضل موسيقي شاب للعام” في سيفينواكس ببريطانيا العظمى.

وتألفت لجنة تحكيم تلك المسابقة، حينها، من مُدرّسين من الكلية الملكية للموسيقى في لندن الذين أشادوا بموهبتها ونهجها المهني وحضورها على المسرح.

واصلت دراستها هناك حتى عام 2008، وخلال فترة وجودها في مدرسة يهودي مينوهين، شاركت بشكل فعال في الحفلات الموسيقية التي أقامتها المدرسة.

انتقلت ياسمين إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، بعد أن حصلت على مكان في معهد نيو إنجلاند الموسيقي في بوسطن.

وفي العام 2010 تم إدراج اسمها في قائمة الشرف من قبل عميد المعهد الموسيقي. وفي العام ذاته باتت واحدة من تسعة متسابقين نهائيين في مسابقة كمان الشباب العالمية في سيدني، فمثلت إفريقيا والشرق الأوسط.

وفي العام 2017 صعدت على مسرح قرطاج الأثري في حفل غنائي مُبهج قدّمت فيه مجموعة من أغاني ألبوميها “انصهار” و”الجاز”. كما صوّرت مجموعة من الكليبات منها “رائع” و”بالونات النيون”  إضافة إلى مُشاركتها في الروائي الطويل الأول للمخرجة التونسية ندى مازني حفيظ في دور “شمس” وكتبت الموسيقى التصويرية للفيلم.

أما شريكها في المشروع علي الجزيري فهو موسيقي وممثل تونسي، نجل  المخرج الفاضل الجزيري.

تعرّف الجمهور عليه في عرض “الحضرة” في نسختها الثانية، عندما أدخل الجانب الغربي في هذا العرض الصوفي، وساهم في تجديدها تحت قيادة  والده الفاضل الجزيري الذي قدّمه إلى الجمهور ممثلا أيضا في أفلام “ثلاثون” و”قيرة” و”خسوف”.

ولكن الإبن أراد شقّ طريقه بعيدا عن والده وقد جذبته موسيقى الروك والبلوز كما شدّته  النغمات الصوفية بعد سنتين من البحث والكتابة الموسيقية وتشكيل الفرقة التي يمتزج فيها الروك بالنفس الصوفي، مقدّما ألبومه الأول مع مجموعته “هاملين”.