ثقافة

وليد الغربي لبوابة تونس: مهرجاناتنا التونسية لا تهتمّ بالكفاءات الفنية المُهاجرة (صور)

“تغرّبنا 13 عاما ومسؤولو بلدي يودّون تغريبنا أكثر بعدم مبالاتهم واهتمامهم بمُنجزنا في المهجر”.. موسيقي تونسي مُقيم بكندا يتذمّر
صابر بن عامر
قال الموسيقي التونسي المقيم في كندا في تصريح لبوابة تونس إنّ “المشرفين على القطاع الموسيقي في تونس ليس لديهم أيّ دراية بمُنجز المُبدعين التونسيين المُقيمين بالمهجر، رغم تقديمي شخصيا العديد من الملفات للمُشاركة في المهرجانات”.
ويُشدّد المايسترو التونسي: “ما عشته أنا شخصيا تجربة مريرة!؟”.
أين نحن من مهرجاناتنا؟
ويُواصل الغربي: “عادة ما يتمّ التركيز على مُهاجري الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، ربما لقرب المسافة، وسهولة الاتصال السريع أيضا”.
ويُؤكّد: “أغلبية الفنانين التونسيين المُقيمين في أوروبا ناشطون أكثر من غيرهم في تونس، من خلال جلّ التظاهرات الفنية والمهرجانات الوطنية، في حين أنّ فناني الأمريكيتين مُغيّبين”.
ويسترسل سليل آل الغربي مُعاتبا: “أدعو سلطة الإشراف إلى تشريك المغتربين والناشطين في الميدان الموسيقي من جميع بقاع العالم”.
ودعاهم إلى البحث عنهم وتكريمهم، “لأنهم المفتاح السحري للأغنية التونسية وإشعاعها، لا محتوى فقط، بل عبر تمثيلنا للوطن في البلدان البعيدة”، وفق توصيفه.
ويرى الغربي إنه من الضروريّ منح المساحة لموسيقيي المهجر في المهرجانات الوطنية على غرار أيام قرطاج الموسيقية أو مهرجان الأغنية التونسية، أسوة بالمساحة التي يمنحها أيام قرطاج المسرحية لمسرحي المهجر، أو من خلال منحهم أحقية تقديم حفلات ضخمة بكبرى المهرجانات الدولية كقرطاج والحمامات، ممّا سيعود بالنفع على تونس سياحيا وفنيا واقتصاديا، وفق تقديره.
وعن تجربته الشخصية، يقول: “كان لي حديث في أكثر من مناسبة مع القائمين على وزارة الشؤون الثقافية، لأجل تقديم مشروع فني ضخم يجمع موسيقيين من تونس وكندا، في جمع بين ثقافة البلدين، لكن لا حياة لمن تنادي”.
ويختم عازف الكمان والرباب حديثه مع بوابة تونس، متألّما: “تغرّبنا 13 عاما، من أجل نشر ثقافة تونس وموسيقاها بكندا
والأمريكيتين، ومسؤولي بلدي يودّون تغريبنا أكثر بعدم مبالاتهم واهتمامهم بمُنجزنا في المهجر ومُشاركته أهلنا في تونس”.
ومع ذلك، يقول: “حب تونس باق فيّ إلى الأبد، وعبقها وتاريخها موجودان في أعمالي أينما حللت، وهو فخري ورصيدي الحقيقي الذي لا ينتهي”.
الفنان في أسطر
ووليد الغربي عازف الكمان والرباب نجل الفنان حمادي الغربي رئيس بالي الفرقة الوطنية للفنون الشعبية في عصرها الذهبي.
متخرّج من المعهد الوطني للموسيقى بتونس، اشتغل لسنوات عازف كمان وربابة ضمن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الشؤون الثقافية.
شارك في أهم المهرجانات التونسية والعالمية، أبرزها بإيطاليا، الصين، فرنسا، وكندا.
كما ساهم بالعديد من البحوث الموسيقية، وكانت له دراسات حول تطوير آلة الرباب واستخدام آلة القمبري للمرّة الأولى في الموسيقى الآلاتية، واستخدام آلة المزود الشعبية في المعزوفات الفنية.
له في رصيده: قرص مضغوط بعنوان “رقش” صدر عام 2002، وثان بعنوان “أصوات” 2006.
وله أيضا العديد من الروض الموسيقية المصورة، أبرزها: “حديث الوتر”، “أنماط”، “حوار”، “تونسنا”، “مسافات”، “باب المدينة”، “إيقاعات بدوية”، “بلادي”، و”‘بداعاتنا”.
والغربي مُقيم في كندا منذ 2012، يعمل مع مجموعة من الموسيقيين الكنديين والتونسيين المُهاجرين على تقديم مشروع موسيقي كندي-تونسي مشترك، تمتزج فيه الموسيقى الكندية بالنغمات والمقامات الموسيقية التونسية الأصيلة عبر حوار إبداعي يجمع بين البحث والتجديد والتطوير والتناغم.
سبق له أن قدّم مع مجموعته الموسيقية الكندية-التونسية عرض “Nouvelle Cadence” (إيقاع جديد) بمدينة الحمامات، وذلك بمناسبة قمة الصحة الرقمية في الـ22 من سبتمبر 2022، وهو عرض متعدّد الاختصاصات الفنية السمعية والبصرية ومتعدّد الثقافات أيضا.