عالم

وفاة جاكوب روتشيلد رئيس فرع عائلة دعمت قيام “إسرائيل”

توفي اليوم الاثنين 26 فيفري، جاكوب روتشيلد، رئيس فرع عائلة روتشيلد في لندن عن عمر يناهز 88 عاما، حسب ما نشرته صفحة عقارات واديسون، التي تديرها مؤسسة روتشيلد.
وقالت عائلته في بيان أعلن عن وفاته: “كان لأبونا يعقوب حضور بارز في حياة الكثير من الناس، وكان ماليّا بارعا، وبطلا للفنون والثقافة، وموظفا حكوميّا مخلصا، وداعما متحمّسا للقضايا الخيرية في إسرائيل” والثقافة اليهودية، وهو ناشط بيئي متحمّس وصديق محبوب وأب وجد.
وجاء في منشور نشر على صفحة واديسون في موقع إكس: “بحزن عميق تعلن مؤسسة روتشيلد وعقارات واديسون وفاة اللورد روتشيلد، رجل الأعمال والزعيم الثقافي. ستفتقده عائلته وزملاؤه والعديد من الأصدقاء بشدة”.
المولد والنشأة
وناتنيال تشارلز جاكوب روتشيلد من مواليد 29 أفريل 1936، وهو رجل أعمال بريطاني من أصل يهودي، ينتمي إلى عائلة روتشيلد اليهودية النافذة، إحدى أغنى العائلات في العالم.
وترجع عائلة روتشيلد إلى مؤسسها تاجر العملات اليهودي الألماني إسحاق إلشانان روتشيلد في القرن الـ16 م.
 وبدأت العائلة نشاطها المالي الدولي على يد مائير أمشيل موسى روتشيلد المولود منتصف القرن الـ17 بمدينة فرانكفورت الألمانية.
وتمكّن مائير روتشيلد من بناء إمبراطورية مصرفية دولية ضخمة في فترة الستينيات من القرن الثامن عشر، وعبر أبنائه الخمسة توسّعت أعماله المصرفية عبر العالم، ليتم توريث هذه الإمبراطورية الضخمة والتوسعية لجيل بعد جيل.
قام مائير عام 1821 بتنظيم العائلة ونشرها في 5 دول أوروبية هي إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، فأرسل كل واحد من أولاده الخمسة إلى دولة من هذه الدول، وأوكل إليهم مهمة السيطرة على مفاصل الحياة خاصة في مجالي المال والأعمال في أهم بلدان العالم آنذاك. وتصنّف تقارير مالية وإعلامية روتشيلد أغنى عائلة في العالم.
ثروة كبيرة
ويتولّى جاكوب منصب الرئيس الشرفي لما يسمى بمعهد بحوث السياسة اليهودية في العاصمة البريطانية لندن، وهو صاحب ثروة مالية صافية تقدّر بـ5 مليار دولار، ولعبت عائلته دورا حاسما في قيام الاحتلال الإسرائيلي وتمويل بنيته التحتية.
بدأ النظير البريطاني مسيرته المهنية في بنك العائلة، NM Rothschild & Sons، عام 1963، قبل أن يشارك في تأسيس مجموعة J Rothschild Assurance Group، التي أصبحت الآن St James’s Place، عام 1980.
وفي 2002، منحته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وسام الاستحقاق.
وتقدّر ثروة عائلة روتشيلد بنحو 825 مليون جنيه إسترليني، وفقا لقائمة “صنداي تايمز” للأثرياء في العام الماضي، وتتبرّع بمبلغ 66 مليون جنيه إسترليني للقضايا اليهودية والتعليم والفن.
وعائلة روتشيلد هي سلالة من المصرفيين في أوروبا ومن الشخصيات البارزة ذات الأصل اليهودي، يعود تاريخها إلى نهاية القرن الـ18. ومنذ منتصف القرن الـ19 تعتبر من أغنى العائلات وأكثرها نفوذا في العالم.
خدمة الكيان
لجاكوب روتشيلد وعائلته اليهودية -التي يصنف بعض أبنائها في لائحة أغنياء العالم- تاريخ طويل في دعم “إسرائيل” ومساندتها حتى قبل قيامها، فقد قام جيمس أرماند روتشيلد (1878-1957) بجمع متطوّعي الفيلق اليهودي داخل الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الأولى، ثم تولّى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين.
وبعد قيام إسرائيل، ركّزت العائلة -وعلى رأسهم جاكوب- على الدفاع عن المصالح الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى ذلك تولّى جاكوب -الذي يهتم بالتراث والآثار الفنية خاصة اليهودية منها- منصب الرئيس الشرفي لمعهد بحوث السياسة اليهودية بلندن.
أظهر روتشيلد -الذي لا يتحدّث في العادة لوسائل الإعلام- انتماءه اليهودي القوي في دفاعه عن وعد بلفور، ففي مقابلة تلفزيونية وُصفت بـ”النادرة” أجراها معه السفير الإسرائيلي السابق دانيال طوب ونشرتها صحيفة “جويش نيوز” في 8 فيفري 2017، وصف جاكوب إعلان بلفور بـ”المعجزة”، وقال: “كان هذا الحدث الأكبر في الحياة اليهودية منذ آلاف السنين، معجزة.. استغرق الأمر ثلاثة آلاف سنة للوصول إلى هذا”.