وزير الدفاع الوطني يستعرض دور مؤسسة فداء في الإحاطة الاجتماعية والاقتصادية بمنظوريها
قال وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي إن المبلغ الجملي للجرايات التي تم صرفها لفائدة أولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، منذ نوفمبر 2023 وإلى غاية ديسمبر 2024 ، يقدر بمليونين و470 ألفا و189 دينارا.
وأضاف السهيلي، خلال الجلسة العامّة المسائية المنعقدة بمجلس نواب الشعب مساء الثلاثاء، للنظر في مشروع قانون يتعلّق بتنقيح المرسوم عدد 20 لسنة 2022 الخاص بـ “مؤسسة فداء” للإحاطة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي والديوانة وأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها وإتمامه، أنّه من المنتظر أن ترتفع مقادير الجرايات سنة 2025 بارتفاع الأجر المضمون الأدنى من 417 دينارا إلى 448 دينارا.
وأبرز خالد السهيلي حرص “مؤسسة فداء”، على تطبيق أحكام المرسوم عدد 20 منذ تركيزها، وضبط قاعدة بيانات دقيقة خاصة بكل ضحايا الاعتداءات الإرهابية، ممّا مكنها من إسناد المنافع والحقوق إلى منظوريها في مجال الإحاطة المادية، بصرف جرايات شهرية تعادل 3 مرات الأجر الأدنى لفائدة 119 عائلة لشهداء الثورة من جملة 129 عائلة تقدمت بملفاتها، في حين بلغ عدد المنتفعين بهذه الجرايات من أولي الحق من شهداء الثورة 188 منتفعا.
وحسب وزير الدفاع الوطني، فقد تم كذلك صرف جرايات شهرية لتسعين منتفعا من جرحى الثورة الذين لا يمارسون نشاطا مهنيا بمقابل، وكذلك صرف منح مدرسية وجامعية وتكوينية لأبناء شهداء الاعتداءات الإرهابية وأبناء جرحى الثورة.
وفي مجال الإحاطة الاجتماعية، أفاد الوزير أن “مؤسسة فداء” تمكنت من تخصيص عدد من المساكن في مختلف الولايات وتأمين النقل المجاني لفائدة أولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، وأبرمت سنة 2024 اتفاقيات ثنائية مع الشركات الوطنية والجهوية للنقل العمومي بقيمة جملية بلغت 300 ألف دينار سنويا، وبالتالي إسناد بطاقات نقل مجاني لفائدة مصابي الاعتداءات من المتقاعدين.
كما تطرق إلى ما تبذله “مؤسسة فداء” في مجال المساعدة على الإدماج المهني وبعث المشاريع، حيث تدخّلت لفائدة حوالي 140 جريح ثورة عاطلا عن العمل، مضيفا أن المؤسسة واصلت في مجال الإحاطة الصحيّة، التكفّل الصحي بجرحى الثورة وأولي الحق من شهدائها سواء في المؤسسات الصحية العمومية أو المستشفيات العسكرية، كما تكفلت بمصاريف الأدوية والمستلزمات الطبية من القطاع الصحي الخاص.
أمّا في مجال حفظ ذاكرة الشهداء وإجلال التضحيات، فقد صرح الوزير بأن “مؤسسة فداء” عملت على إعداد أشرطة وثائقية تؤرّخ لأحداث الثورة وإحياء “ملحمة بن قردان”.
وأشار الوزير خالد السهيلي إلى وجود نقلة نوعية على مستوى تطور المنظومة القانونية للإحاطة بأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، مبيّنا أنّ الإحاطة كانت ترتكز على المرسوم عدد 97 لسنة 2011 المتعلق بالتعويض لشهداء الثورة ومصابيها، والذي تم تنقيحه بالقانون عدد 26 لسنة 2012 والذي قال إنّه “كان ينص على جوانب اعتبارية مثل إحياء ذكرى الثورة وإنشاء متحف للغرض، واقتصر في مجال الإحاطة على جرايات النقل والعلاج المجاني” ثم تطورت المنظومة، وفق قوله، بصدور المرسوم عدد 20 لسنة 2022 والذي لم يلغ المرسوم 97، بل استوعب أغلب أحكامه وأضاف حقوقا ومنافع أخرى.
كما تطرق وزير الدفاع الوطني في السياق ذاته، إلى دور “مؤسسة فداء” في إعادة إدماج جرحى العمليات بالحياة النشيطة، وتحقيق الإدماج الاقتصادي لأولي الحق من شهداء الثورة، مذكرا في هذا الصدد، بما تم إقراره بمقتضى قانون المالية لسنة 2025 لفائدة منظوريها، عبر إحداث خط تمويل بقيمة 2 مليون دينار يمكن المعنيين من الانتفاع بقروض دون فوائد، يتم تسديدها على مدى 8 سنوات مع إمهال سنتين، من أجل تشجيعهم على بعث مشاريع اقتصادية بما يساعدهم على التمكين الاقتصادي.