لايف ستايل مدونات

“وذنين القاضي”.. عندما تتحوّل أذُنا هذا القاضي الأندلسي إلى حلويات

تعتبر حلوى “الدبلة” أو “وذنين القاضي” من الأطباق الأساسية التي يتميز بها المطبخ التونسي، إذ تعدّ من أشهر الحلويات الأندلسية المنتشرة في تونس من شمالها إلى جنوبها.
وتتفنّن العائلات التونسية في إعدادها خاصة في شهر رمضان٬ إذ يمكن طبخها في البيوت لقلة كلفتها المادية ولبساطة مكوناتها الأساسية وسهولة إعدادها.
وبعد عجنها والحصول على شكلها الوردي، يتم قليها في الزيت ومن ثمة غمسها في الشحور ورشها بـ”الجلجلان” (السمسم).
وتقدم خلال السهرات الرمضانية مع القهوة التركية ويكثر التهافت على اقتنائها خلال هذا الشهر المبارك.
وحسب الروايات الشعبية، فإن حلوى “وذنين القاضي” تُعرف بتلك التسمية كناية عن أُذن القاضي العادل الذي يجب أن يُحسن الإنصات إلى المظلومين من أجل إنصافهم بالعدالة.
وفي رواية طريفة “يُحكى أن القاضي والفقيه أبو الوليد الوقشي الطليطلي حضر يوما مجلس ابن ذي النون الذي قدّم إلى الحضور آذان القاضي مع شراب النعناع، فتهافت عليها ضيوف المجلس وتندّروا على القاضي وهم يأكلونها، وكان ذو النون قد قدم معها نوعًا من الفاكهة تشبه حبات الطماطم تسمى عيون البقر، فقال ذو النون للقاضي الوقشي: “أرى أن هؤلاء يأكلون آذانك، فرد القاضي وأنا أيضًا آكل عيونهم..”.
ونقلت الرواية الشعبية التونسية أن السيدات الأندلسيات يوم الرحيل الكبير، وكي لا يتفطن المفتشون الإسبان إلى ما قام الموريسكيون بإخراجه من البلد، قمن بتهريب مسحوق الذهب في ثنايا “الدبلة” (الحجم الصغير) و”وذنين القاضي” (الحجم الكبير) وذلك لأن لونها ذهبي.
وتُعرف حلوى “الدبلة” أيضا لدى العديد من الشعوب العربية، ففي مصر تسمى “عمّة القاضي”، وفي المغرب تعرف بـ”لقمة القاضي” وفي ليبيا تسمى “دبلة ليبية” وهي ذات حجم صغير فقط.