“ودعة” هو العرض الموسيقي الذي اعتلى به الثنائي عائدة النياطي وزياد الزواري ركح مهرجان الحمامات الدولي في دورته  56، ليلة أمس الخميس 12 أوت/ أغسطس.

وقع الاختيار على كلمة “ودعة” لأنها راسخة في المخيلة الشعبية ومستلهمة من التطريز التونسي المنفتح بألوانه على العديد من الثقافات، والمشترك مع “الودعة” في هذا المشروع الفني انفتاحه على الإيقاعات والموسيقات العالمية.

ضم الركح 35 عنصرا مصحوبين بمجموعة صوتية من الذكور والإناث، وفي تمازج وانسيابية بين الموسيقى السيمفونية والجاز والنغمات التونسية ترحل بك الموسيقى إلى عالم بعيد.

استهل العرض الموزع الموسيقي زياد الزواري عازفا مقطوعة أوركسترالية  بعنوان “عودة” الذي تفنن صحبة كمانه في نظمها، قبل أن تعتلي عائدة النياطي الخشبة، وتمتع جمهورها بأغان من تأليفها وتلحينها، في حوار فني ملهم جمع بين التوزيع المعاصر والتأثيرات الموسيقية، المتجذرة في الأعماق مثل “مشى في بالي” و”يا حكاية” و”حبيت نشكي” “وشوارع المدينة”.

كما أطربت النياطي جمهورها بأغان لرضا المسعودي كأغنية “عمري حكاية” ومن ثم أغنية “حلمة” لزياد الزواري على مستوى الألحان التي مزج فيها بين الموسيقى الإفريقية والروك والجاز، قبل أن تنهي النياطي العرض بأغنية “حمر عيونا” التي تفاعل مع إيقاعاتها الجمهور الحاضر ومع صوتها الرقيق وأسلوب زياد المغاير في العزف على الكمان، حيث انصهر مع آلته طيلة العرض وكأنها قطعة من روحه وكيانه.

ومن المنتظر أن يشع عرض “ودعة” عربيا ويعرض في كل من لبنان والجزائر في فترة لاحقة.