تونس

وداعاً جلبار النقاش

تحت سماء ملبدة بالغيوم، وفي برد نزل ليقترن بصقيع الوداع الأخير، شُيّع الأربعاء 30 ديسمبر جثمان الكاتب والمفكّر التونسي الكبير جلبار النقّاش إلى مثواه الأخير في المقبرة اليهودية بتونس، بعد وفاته في باريس السبت 26 ديسمبر عن 81 عاماً.
حضر جنازة الفقيد جمع غفير من أهله ومحبّيه ورفاق درب قدامى، كما حضرها رئيس الحكومة رئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من الوزراء ورئيس الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبّوبي، وشخصيات وطنية وسياسية وحقوقية.
وقال رئيس الحكومة في تأبين الراحل: إنّ تونس تودّع إحدى قامات الفكر والنضال في تونس، وإنّ جلبار النقّاش ترك وصيّة لجميع التونسيّين من أجل الحفاظ على مبادئ الحرية والديمقراطية.
ويعد جيلبار نقاش أبرز الوجوه التاريخية لليسار التونسي وآخر المؤسسين لمسار “برسبكتيف”، أو مجموعة آفاق ذات المرجعية الماركسية والقومية، التي تحدت الانغلاق السياسي في تونس منذ منتصف الستينات، وقاومت ديكتاتورية الحزب الواحد وحركت المياه الراكدة في الساحة الداخلية، برغم التضييقات الأمنية والاعتقالات والهرسلة والمحاكمات.
اختزل مسيرته مع السجون والمعتقلات في علبة “كريستال”، هو عنوان كتاب عن تجربته النضالية في المعتقل، وكانت شهادته أمام هيئة الحقيقة والكرامة بمثابة محاكمة للخيارات السياسية والاقتصادية للحقبة البورقيبية، وإدانة لديكتاتورية وإرهاب نظام بن علي.
كتب جيلبار نقاش الفصل الأخير لمسيرة رجل تونسي عظيم، مساء السبت 26 ديسمبر، بلا جلبة وبعيدًا عن الأضواء وبهرج الإعلام، كما عرف طوال حياته مناضلاً متواضعًا، بعيدًا عن الأهواء الذاتية وأمراض الزعاماتية التي عصفت بغيره من المناضلين