قالت الممثّلة التونسية وحيدة الدريدي، العائدة -أخيرا- من مدينة كازان، بعد تكريمها في مهرجان كازان الدولي الـ19 للسينما الإسلامية بجمهورية تتارستان الروسية، في تصريح لبوابة تونس: “تشرّفت بتكريمي في جمهورية تتارستان الروسية، وتمثيلي للسينما التونسية، عبر مؤتمر صحفي أُقيم على شرفي، تحدّثت فيه لجمهور المهرجان عن السينما التونسية والدراما التونسية بشكل عام، وطريقة تناولهما للمواضيع الاجتماعية الحارقة”.
وأردفت: “من هناك لامست مدى تعطّش جمهور تتارستان الروسية للثقافة التونسية وحضارة البلد، الأمر الذي سيفعّل بتزكية من وزيرة الثقافة إرادة أيوبوفا ومديرة المهرجان ملوشا لبيبوفنا أيتوغانوفنا، العديد من الشراكات بين البلدين في قادم المهرجانات ذات العلاقة، مع تكثيف حضور نجوم تونس ومخرجيها في النسخة الـ20 من مهرجان كازان الدولي للسينما الإسلامية”.
كما عبّرت الدريدي عن فخرها بحفاوة الاستقبال الذي حَظيت به في كازان، والذي يتجاوز شخصها ليشمل كلّ فنّاني تونس ومثقّفيها، وفق تعبيرها.
وعلى امتداد خمسة أيام، تحديدا من 5 إلى 9 سبتمبر الجاري، عرض المهرجان في نسخته الـ19، ما يزيد عن خمسين فيلما تنوّعت بين روائية ووثائقية بصنفيها الطويلة والقصيرة، مثلت 21 دولة، هي الجزائر، تونس، المغرب، مصر، العراق، عُمان، سوريا، السعودية، بنغلاديش، السنغال، بريطانيا، اليونان، الهند، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان نيبال، باكستان، روسيا، وتركيا.
وفاز فيلم “دون اتفاق مسبق” للمخرج الإيراني بخروز شعيبي بالجائزة الكبرى للمهرجان في نسخته الأخيرة، وهو يروي قصة فتاة إيرانية اسمها ياسمين، انتقلت وعائلتها إلى برلين عندما كان عمرها 6 أعوام، وكان عليها أن تعود -عندما كبرت- إلى إيران لحضور جنازة والدها.
في حين كان ابنها يُعاني من مرض التوحّد؛ ما يجعل من الصعب عليها الذهاب في رحلات طويلة. وعند وصولها إلى إيران، تتفاجأ ياسمين -التي ما كادت تعرف والدها- باكتشاف تركة متبقّية لها من أبيها، وأن الإقامة القصيرة وغير المرغوب بها في موطن والدها والالتقاء بأصدقائه تُجبر ياسمين على إلقاء نظرة جديدة على الحياة والموت.
كما منح المهرجان المخرج الهندي رمي مايتايس جائزة أفضل مخرج سينمائي عن فيلمه “بيتنا”، فيما ذهبت لجنةُ جائزة أفضل سيناريو الفيلم الروائي الطويل “الحظ” لبختيور كريموف ومحيي الدين مظفر من طاجيكستان.
فيما فاز فاجيليو أندرياكي الذي لعب في الفيلم اليوناني “الكرامة” بجائزة أفضل ممثّل، بينما آلت جائزة أفضل مصوّر سينمائي لفيلم روائي طويل إلى الروسي بافيل ميدفيديف لقاء عمله في فيلم “آدا”.
كما حصل الفيلم الروسي “الهاربون” للمخرجة يوليا بوبكوفا على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، أما جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير فمنحت لفيلم “روح الطبيعة” الذي أنتجه في الجزائر المخرج صلاح بوفلة، ونال فيلم “آخر سعاة البريد” للمخرج سعد العصامي من العراق جائزة خاصة من لجنة التحكيم.