عرب

وحدتها تخيف الكيان.. دعوات إسرائيلية لتقسيم سوريا

تواترت في الأسابيع الأخيرة عديد الخطط والمشاريع الإسرائيلية للنيل من وحدة سوريا، لإضعاف الدولة السورية وتفتيتها.
أسابيع قليلة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، طفت التصريحات بشأن أجندة الاحتلال لتقسيم سوريا، خاصّة أنّ القيادة الجديدة برئاسة أحمد الشرع أحكمت قبضتها على كل مفاصل الدولة وانطلقت رسميّا في رسم خطّة بناء دولة قوية.
سوريا الجديدة تخيف الكيان
يبدو أنّ التصريح الأخير لقائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، حول الانتخابات وتوحيد كل الأطياف، قد زاد من وتيرة مخاوف الكيان الذي كان يراهن على تفكّك الدولة وتقسيمها بعد سقوط نظام الأسد.
وقبل يومين، قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، إنّ إجراء انتخابات قد يستغرق مدة تصل إلى 4 سنوات، وإنّ عملية كتابة الدستور قد تستغرق 3 سنوات.
وأكّد الشرع، في مقابلة مع قناة “العربية”، أنّ “هيئة تحرير الشام” ستُحَلّ، بينما ستضم وزارة الدفاع قوات كردية إلى صفوفها.
وأضاف الشرع: “لن نسمح بأن تشكّل سوريا منصة انطلاق لهجمات (حزب العمال الكردستاني)”. وتابع: “نتفاوض مع (قوات سوريا الديمقراطية) لحلّ أزمة شمال شرقي سوريا. والأكراد جزء لا يتجزأ من المكونات السورية”.
وشدّد الشرع على أنّه “لا تقسيم لسوريا بأيّ شكل، ولا فدرالية”.
والأسبوع الماضي، قالت القيادة العامة السورية الجديدة في بيان إنّ الشرع توصّل إلى اتفاق مع قادة “الفصائل الثورية”، تُحَلّ بموجبه جميع الفصائل، وتُدمج تحت مظلة وزارة الدفاع.
وقال إنّ المرحلة الحالية تمهيدية لحكومة مؤقتة بمدة أطول.
وأشار إلى أنّ سوريا تحتاج نحو سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية.
مطامع إسرائيلية 
يعتقد الكثير من الإسرائيليين أنّ الفرصة باتت سانحة لمواصلة تقسيم المنطقة العربية ومواصلة رسم خارطة التوسّع، خاصة مع سقوط نظام الأسد وما تبعه من انسحاب القوات الإيرانية والروسية من الأراضي السورية.
وفي هذا الإطار، يعتقد المحامي والخبير العسكري الإسرائيلي، رامي سيمني، أنّ تقسيم سوريا إلى “كانتونات” ستكون وسيلة لمواجهة التوسّع التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان وتعزيز المصالح الإسرائيلية.
ويعتبر الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ سوريا دولة “مصطنعة” منذ تأسيسها بعد اتفاقية سان ريمو (1920)، حيث كان من المفترض أن تكون مقسّمة إلى خمس مناطق ذات حكم ذاتي بناء على التركيبة العرقية والطائفية.
ووفق المصدر نفسه، يعتقد الخبير الإسرائيلي أنّ سوريا لم تكن يومًا دولة موحدة أو قومية، وأنّ تقسيمها هو الحلّ الأكثر انسجاما مع الواقع الديموغرافي.
كما يعتقد الكاتب أنّ تفكيك سوريا سيخدم مصالح إسرائيل، حيث يمكن دعم الكانتونات المختلفة مثل الدروز والأكراد. الأكراد، على وجه الخصوص، يُنظر إليهم على أنهم حلفاء تاريخيون لإسرائيل، ودعم استقلالهم سيعزّز الضغط على تركيا.
تحذيرات عربية
حذّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، “مخططات الأعداء والدولة العميقة”، داعيا الدول الإسلامية إلى دعم الشعب السوري، وشدّد على ضرورة عدم التدخّل في الشؤون الداخلية السورية.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان على موقعه الإلكتروني، إنّه يتابع الأوضاع في سوريا بـ”منتهى الجدية”.
وأكّد “الحرص على إنجاح مقاصد الثورة للشعب السوري العظيم، الذي عانى من الظلم والاضطهاد والقتل والتدمير والتهجير طوال أكثر من ستين عاما، وقد تحقّق إزالة الطغيان والطاغية”.
واليوم، دعا رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني إلى تنسيق عالي المستوى بين الدول الفاعلة في المنطقة، بما فيها العراق والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، لمنع أحد أخطر السيناريوهات التي تواجه سوريا، وهو خطر التقسيم، مؤكّدا أنّ ذلك أحد أهداف إسرائيل.
وحول أحداث سوريا وتأثيرها في العراق والمنطقة، أوضح المشهداني، في حديث لـ”الشرق الأوسط”، “بالنظر إلى الوضع السوري الحالي، فإنّ الحدث وقع باستخدام أدوات، ووقت ودعم غير متوقَّعين، لكنه تغيير متفَق عليه ومسيطَر عليه. وهناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: استقرار، فوضى، تقسيم. من يؤيد التقسيم؟ إسرائيل فقط، بينما هناك دول مهمة في المنطقة تُعارض تقسيم سوريا؛ هي إيران، تركيا، مصر، السعودية، العراق، والأردن. ولا بد أنّ هذه الدول المعارِضة للتقسيم ستنسّق في ما بينها لمنعه، كما يجب عليها تجاوز الخلافات للحفاظ على استقرار سوريا”.