لايف ستايل

وجدنا الحل « للبراكاجات« …سلاح فعّال لا يعاقب عليه القانون

قرابة 10 آلاف قضية سرقة وعنف تحت التهديد تلقتها المحاكم التونسية سنة 2019 و5500 عملية سطو « براكاج«  سنة 2018 حسب معطيات رسمية والحصيلة ترتفع كل سنة. ظاهرة جعلت من الشارع ووسائل النقل في تونس أماكن مرعبة وبثت الخوف في قلوب التونسيين ما قد يستدعي بحثهم حلول ذاتية لحماية أنفسهم من المنحرفين. الأكاديمية للدفاع عن النفس تقدّم حلّاً قد يكون ناجعا عبر فتح فضاءات للتدرب واكتساب مهارات دفاعية لاستعمالها في الوضعيات الصعبة.

الواقع استدعى تكوين الأكاديمية

غياب الأمن والإحساس الجماعي بالخوف والخطر والإحصائيات المخيفة للجريمة وتشكيات المواطنين في كل الفضاءات خلق فكرة أكاديمية الدفاع عن النفس وعجّل بتكوينها. رشوان الرياحي صاحب المشروع والمدرّب في النادي تحدّث لبوابة تونس.

محدّثنا يقول إن الأكاديمية انطلقت سنة 2013 بهدف تدريب المنخرطين في النادي على أساليب الدفاع عن النفس وإكسابهم مهارات وقائية للاستنجاد بها عندما تقتضي الحاجة.

نادي الدفاع عن النفس يجمع تقنيات من كل الفنون القتالية تقريبا للاستفادة من الحركات والتقنيات المفيدة في كل فن.

ومنذ سنة 2017 دمج مدير الأكاديمية كل هذه الفنون وخلق اسم جديد وهو « مادو Mado «  طريق الفنون القتالية.

سلاح لا يعاقب عليه القانون

رشوان لرياحي أفاد بأن تقديم التمارين لم يكن اعتباطيا بل بطريقة مدروسة حيث تقدّم التدريبات حسب نوعية الخطر الذي قد يتعرّض له الشخص فكل جريمة أو تهديد تقابلها مهارات محدّدة لصدّها وليست مواجهة شخص مسلّح كمواجهة شخص غير مسلّح ويختلف الدفاع عن النفس بين منحرف يستعمل الغاز المشل للحركة وآخر يستعمل العنف المادي…

كما يختلف التعاطي حسب جنس الضحية، حيث تقدّم نصائح وتُلقّن مهارات معينة للفتيات خاصة على حساب الذكور لأنهن الأكثر عرضة لهذه المشاكل.

وتختلف التوصيات والدروس حسب نوع الجريمة فهناك جريمة منظمة في شكل عصابات وهناك منحرفين يقومون بترويع الناس تحت تأثير المشروبات الكحولية أو المخدرات. كما توجد أساليب استباقية للهجوم ومنع استعمال السلاح ومفاجأة الخصم.

محدّثنا أكّد أساليب السطو والجريمة تختلف من منطقة إلى أخرى في العاصمة والمناطق المجاورة لها.

الدروس التي تقدّمها الأكاديمية تتماشى مع تطوّر أساليب الجريمة في تونس مثل جرائم اختطاف الصغار.

ومن التقنيات التي تُلّقن لمن يريد تعلم فنون الدفاع عن النفس، القتال باليد والرجل والسيطرة والإخضاع وصد اللكمات والنزال الحر…

هذا فضلا عن القيام بعمليات بيضاء لوضعيات التعرّض لعملية سطو أو سرقة أو تحرّش وتحويل وجهة لاختبار القدرات.

ويقول رشوان الرياحي: باكتساب مهارات دفاعية يكون الفرد قد تسلّح بسلاح لا يعاقب عليه القانون وهو سلاح الدفاع عن النفس.

وأثبتت الدروس المقدمة نجاعتها مع العديد من الحالات، تعرّض البعض لتهديدات في الطريق واستنجد بمهاراته التي اكتسبها في الأكاديمية وتجنّب الاعتداء المادي.

إقبال من جميع الفئات

يستقبل النادي حاليا حوالي 130 منخرطا بصدد تعلّم تقنيات الدفاع عن النفس ومن كل الشرائح العمرية. ويقول مدير الأكاديمية: يوجد في النادي جميع الأعمار بين 8 سنوات و50 سنة.

 ويضيف: نسبة الفتيات أصبحت تضاهي نسبة الذكور ويقبلن بشدّة على التدريب لأنهم أحسوا أن السبيل الوحيد للوقاية هو اكتساب مهارات ذاتية.

التقينا سيدة في الأكاديمية في انتظار ابنتها وانتهاء فترة التدريب وأكّدت أنها حرصت على دخول ابنها إلى النادي رغم أنها تحب رياضة أخرى لأن اكتساب مهارة الدفاع عن النفس مهم في وقتنا الحالي، بحسب قولها.

بدورها فتاة لا يتجاوز عمرها عمرها 13 عاما قالت لبوابة تونس: إنها ترغب في تعلم المزيد لحماية نفسها.

من جانب آخر تقدّم الأكاديمية توصيات شفوية مثل ضرورة تجنّب المشي في أماكن مظلمة والعودة ليلا إلى البيت ودخول شوارع خالية وتفادي الحديث مع الغرباء.

فضاء للتربية

يشدّد رشوان الرياحي على أهمية الأكاديمية في تعليم الانضباط واحترام الآخرين والعيش داخل مجموعة والاندماج في الحياة.

كما يتمتّع المشاركون بإحاطة نفسية واجتماعية عبر نصائح من مختصين. وتُنظّم مسابقات وتُقدّم جوائز لتحفيزهم.

ويقر المشاركون بأن الفنون الدفاعية تعلّم الانضباط وأساليب الحياة السليمة وتنمي القدرات العقلية وتساهم في تكوين الشخصية السوية.