لايف ستايل

وجبات المطعم الجامعي…حين يكون الطالب مضطرا لتناولها

فاطمة الأحمر

عدد كبير جدا من الطلبة يضطر لتناول الأكلات الجامعية باختلاف جودتها من مطعم جامعي إلى آخر، لا لشيء إلا لأن الطلاب يقطنون في مناطق بعيدة عن مكان دراستهم، فيتناولون وجبة الغداء في المطاعم الجامعية التابعة للجامعات حيث يدرسون ويتناولون وجبة العشاء في المطاعم الجامعية حيث يبيتون. 
يجد بعض الطلبة أنفسهم مكرهين على تناول الوجبات التي تقدمها المطاعم الجامعية لسعرها البخس بالمقارنة مع الوجبات الخفيفة والأكلات التي تبيعها المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة، فأغلبهم لا يستطيع  مجابهة عبئ مصاريفها، لا سيما وأغلبهم ينتمون من عائلات محدودة الدخل. 
ثمن وجبة الغداء أو العشاء في المطاعم الجامعية 200 مليما فقط، لأنها مدعّمة، فجميع الطلاب يجدون أنفسهم تحت وطأة مصاريف عديدة منها التنقل والسكن ونسخ المراجع والوثائق المهمة للدراسة. 
اللحم ينفد بسرعة

تشرع جميع المطاعم الجامعية في تونس في استقبال الطلبة لتناول وجبة الغداء في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا، وتواصل تقديم الأكل حتى الساعة الواحدة ظهرا. يقول الطالب أشرف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة شرق تونس، لبوابة تونس، إن اللحوم والخضروات تنتهي في غضون ساعة أو أقل من فتح المطاعم الجامعية أبوابها، فيضطر الطلبة الذين يتوافدون عليها بعد منتصف النهار على تناول وجبات طعام منقوصة من اللحوم والخضروات. 
فكثير من الأحيان يجد نفسه أمام طبق ليس فيه سوى بعض حبات “الكسكسي” أو المعكرونة أو الأرز دون لحم، وهو في الحقيقة لحم دجاج، ولا يحتوي الطبق غير حبة من الجبن وقطعة من الخبر وعلبة “ياغرت”، إذ يؤكد أن هذه الوجبة لا تتوفر على سعيرات حرارية كافية لتعطي الطلبة الطاقة الكافية لمواصلة يوم دراسي طويل. 
ويتساءل أشرف إذ كان عليه أن يتغيب باستمرار عن حضور الساعة الأخيرة من الدرس ليلتحق بالمطعم الجامعي فور فتح أبوابه للحصول على وجبة غداء محترمة؟ كما يتساءل عن نفاد كميات اللحوم رغم أن الطباخين المشرفين على المطاعم الجامعية يعرفون تماما عدد الطلبة الذين يتوافدون على هذه المطاعم. 
أما رحاب وهي زميلة أشرف، فتؤكد أنها لم تتناول يوما وجبة واحدة في المطعم الجامعي منذ التحاقها بالجامعة منذ سنتين، كثيرون يخبرونها أن وجبات الطعام تطهى بإضافة مسحوق «  ثاني كاربونات الصوديوم” للتسريع في طهي الطعام في وقت وجيز مبدية تخوفها من تأثيره على صحة الإنسان بالإضافة إلى أنه يجعل الطلبة يشعرون بالخمول والغثيان بعد تناول الغداء ويفقدون القدرة على التركيز في دراستهم. 
وتختار رحاب إعداد شطيرة في منزلها كل صباح لتحضرها معها إلى الجامعة لتناولها ساعة الغداء، بدل الانتظار لوقت طويل في الصفوف أمام المطعم الجامعي أو تناول وجبات متناقصة أو غير صحية، وفق تعبيرها. 
وجدي طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسوسة، له رأي مختلف تماما، حيث يشير في حوار مع بوابة تونس إلى أن والده عامل يومي ووالدته تعمل في مصنع للخياطة  له شقيقان يدرسان في الجامعة، كل هذا يمثل عبئاً مادياً ثقيلاً على والديهما، فيضطر إلى تناول وجبة الغداء في المطعم الجامعي على اختلاف جودتها حتى يتمكن من التحكم بمصروفه اليومي، ويضيف أن الطعام الذي يُقدم في المطاعم الجامعية أفضل في كل الأحوال من الأكل في المطاعم ومحلات الأكلات الجامعية، لأنه يخضع يوميا للمراقبة الصحية من قبل مختصين. وجبات بحشرات
محمد طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسوسة، يؤكد أنه تفطن في إحدى المرات التي أقبل فيها على تناول وجبة الغداء في المطعم الجامعي، لوجود حشرة صغيرة في وجبة “العدس”، ما أثار اشمئزازه فقرر مقاطعة الطعام الجامعي. 
زميل محمد، الطالب الطاهر، يقول “عند زيارة المسؤولين للمطاعم الجامعية فيتفاجأ جميع الطلبة بوجبات طعام فئة خمس نجوم وجميع الأطباق تتوفر فيها اللحوم والخضروات والغلال الطازجة وبأحجام كبيرة، لكن في الأيام العادية وجبات الطلبة فتكون حدث ولا حرج وكميات اللحوم والغلال تنفذ بسرعة كبيرة. ما هي الوجبة المثالية للطالب؟
خبيرة التغذية الدكتورة صفاء بن حسن، تقول إن وجبة الطعام الجامعي يجب أن تكون متكاملة ومتوازنة لتزود الطالب بالطاقة الكافية لمقاومة إرهاق يوم دراسي طويل وشاق، وتساعده على التركيز.
وتذكر بن حسن في حوارها مع بوابة تونس، بأن وجبة الطعام الجامعي يجب أن تكون غنية بالفيتامينات والمعادن على غرار الأوميغا 3 وبـ13 وبـ9، التي تمد الطالب بالطاقة وتشعره بالشبع، لأن الإحساس بالجوع يفقده التركيز. 
وتنصح بأن يحتوي الطعام الجامعي كمية كبيرة من السلطة المجهزة من الخضروات الطازجة، لأن الخضراوات غنية بالألياف وتساعد على امتصاص السكريات والدهون وتساعد على الهضم، كما يجب أن تتكون من المعجنات ومن المفضل أن تكون أرزا أو خبزا مُعدا من القمح أو الشعير بالإضافة إلى احتوائها البقول الجافة لأنها غنية بالألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم وتساعد على الحفاظ على الطاقة. 


الدكتورة صفاء بن حسن تقول كذلك إن وجبة الطعام يجب أن تتكون من البروتين الموجود في اللحوم الحمراء أو البيضاء أو الأسماك، إضافة إلى احتوائها الغلال أو علبة ياغرت (زبادي) ومن المفضل أن تكون فواكه طازجة لاحتوائها على المياه والسكريات سريعة الامتصاص والأملاح المعدنية.
ودعت الأخصائية في التغذية إلى عدم وضع الكثير من الملح في الطعام والأخذ بالاعتبارات الصحية لبعض الطلبة الذين يحملون أمراضا وقد تتسبب لهم إضافات الملح أضرارا صحية. فهل ستأخذ وزارة التعليم العالي تذمر الطلبة وملاحظاتهم بعين الاعتبار وتبذل جهدا لتحسين وجبات الطعام؟