يُضاف الانقلاب الذي أعلنته مجموعة من الضبّاط العسكريّين في الغابون واستيلاؤهم على السلطة، الأربعاء 30 أوت، إلى سلسلة انقلابات عسكريّة شهدتها القارة الإفريقية منذ أوت 2020، خاصّة غرب القارّة ومنطقة الساحل منذ 1950، الّتي شهدت 108 انقلابات و110 محاولات انقلاب منذ ذاك التاريخ، وفق تقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
النيجر
في 26 جويلية 2023: العسكريّون يُعلنون الإطاحة بالرئيس محمد بازوم والجنرال عبد الرحمان تياني يُصبح الرّجل القوي الجديد في النيجر.
في المقابل الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) تُعلن في 10 أوت تفعيل قوّة تدخّل إقليمية “لاستعادة النّظام الدستوري”، مع مواصلتها تفضيل المسار الدّبلوماسي لحلّ أزمة النيجر.
واقترح الانقلابيّون فترة انتقاليّة لا تزيد عن “ثلاث سنوات” تنتهي بتسليم السلطة إلى مدنيّين، لكنّ إكواس رفضتها.
وفوّض قائد الانقلاب في النّيجر، الجنرال عبد الرحمان تياني، قوات مالي وبوركينا فاسو للتدخّل في حال تعرّض البلاد لهجوم.
بوركينا فاسو: انقلابان خلال ثمانية أشهر
تعدّ بوركينا فاسو من البلدان التي شهدت أكبر سلسلة من الانقلابات العسكريّة في إفريقيا، إذ بلغت في المُجمل 10 محاولات كان آخرها في جانفي.
في 24 جانفي 2022: الجيش يُطيح بالرئيس روش مارك كريستيان كابوري، وتمّ تنصيب اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا رئيسا في فيفري.
وفي 30 سبتمبر، الجيش يُقيل داميبا ويُعيّن الكابتن إبراهيم تراوري رئيسا انتقاليّا حتّى الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة في جويلية 2024.
السودان
في 25 أكتوبر 2021، عسكريّون يُقصون، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، المسؤولين المدنيّين الانتقاليين الذين كان من المفترض أن يقودوا البلاد نحو الديمقراطية بعد ثلاثة عقود من دكتاتوريّة عمر البشير الذي أطيح به عام 2019.
ومنذ 15 أفريل 2023، خلّفت الحرب النّاجمة عن الصراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ما لا يقلّ عن 5000 قتيل.
غينيا
تمّت في 5 سبتمبر 2021 الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي في انقلاب عسكري.
وفي 1 أكتوبر، نُصّب الكولونيل مامادي دومبويا رئيسا.
وتعهّد العسكريّون بتسليم السّلطة إلى مدنيّين منتخبين بحلول نهاية 2024.
مالي: انقلابان خلال تسعة أشهر
في 18 أوت 2020، أطاح الجيش بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وشُكّلت حكومة انتقاليّة في أكتوبر.
وفي 24 ماي 2021، اعتقل الجيش الرئيس ورئيس الوزراء، وتمّ تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا رئيسا انتقاليّا في جوان.
وتعهّد المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى مدنيّين بعد الانتخابات المقرّرة في فيفري 2024.
ويُرجع خبراء في الشأن الإفريقي تكرار سلسلة الانقلابات في إفريقيا إلى البيئة الأمنيّة المُضطربة وضُعف اقتصادات القارّة وعدم احترام المواثيق الديمقراطية، إضافة إلى تمديد الحكّام المدنيّين فترات حُكمهم.
من جهة أخرى شهدت منطقة جنوب إفريقيا عددا أقل من الانقلابات شرق القارّة السمراء وغربها.
وحسب الخبراء والمحلّلين فإنّ ذلك يعود إلى المؤسّسات القويّة في تلك الدّول والتزامها بالحكم الديمقراطي، إذ شهدت دولة ليسوتو حتى الآن انقلابين اثنين، وزيمبابوي انقلابا واحدا نفّذه الجيش علي روبرت موغابي في نوفمبر 2017.
ولهذه الهشاشة السياسية أيضا جذور أعمق، حسب تقرير “لوفيغارو”، إذ فسّر البروفيسور ستيفن سميث، هذه الهشاشة بشكل خاصّ من خلال الديموغرافيا التي تنمو بشكل سريع، والفقر المدقع الذي يميز هذه البلدان في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل.
وأشار التقرير إلى أنّ السنغال هي الاستثناء، حيث لم تشهد سوى محاولة انقلاب واحدة خلال 70 عاما، ومن الواضح أنّ الدّول الأخرى هي الأكثر اضطرابا في القارّة.
ويُشار إلى أنّه عقب إعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثالثة في الغابون، أعلنت مجموعة من الضباط العسكريين الاستيلاء على السلطة، صباح الأربعاء 30 أوت.
وتلا العسكريّون المنقلبون بيانا تم بثه على قناة “غابون 24” أعلنوا فيه إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر وحلّ مؤسسات الدولة، مؤكدين أنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الغابون.
وجاء في البيان العسكري أنّ الانقلابيّين غير راضين عن الانتخابات الأخيرة معتبرين إياها “باطلة” وتفتقر إلى المصداقية”.