خلال لقاء أداره الباحث شفيع بالزين، التأم مساء أمس الأحد، بقصر المعارض بالكرم ضمن فعاليات النسخة الـ38 من معرض تونس الدولي للكتاب، تحدّث الروائي الجزائري واسيني الأعرج بكل جرأة عن القضايا الراهنة، أبرزها الحرب التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة لما يزيد عن ستة أشهر.
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية وعلاقة المثقف العربي بها، لاحظ الأعرج أنّ اعتداءات الكيان المحتل على قطاع غزة فجّرت حقائق كثيرة بخصوص حقوق الإنسان ودور المثقف ومواقفه تجاه الإنسانية.
وقال إنّ ما يفعله الكيان المحتل من ممارسات وحشية تجاه الفلسطينيين هي بالنسبة إلى المثقف “علاقة حاسمة في التعامل مع الأشياء، وفي الحالات الحاسمة لا ينبغي الوقوف في خط الوسط، بل يجب الحسم بمع أو ضدّ ممارسات المحتل”، وفق ما نقلته عنه وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
واعتبر صاحب رواية “الليلة السابعة بعد الألف” أنّ بعض الكتّاب العرب اختصروا الطريق واختاروا الأطروحة “الإسرائيلية” على حساب الفلسطينية، مؤكّدا أنّ هؤلاء أخطؤوا في اختيارهم، لأنّ “رهانهم الثقافي والقرائي مبنيٌّ على نخبة معينة في فرنسا، ودخلت حساباتهم في أشياء أخرى مثل الجوائز الدولية”.
ويعتقد الروائي الجزائري أنّ حقوق الإنسان جُعلت لتحمي الإنسان الأبيض الغربي، أما البقية فهُم “زوائد بشرية بالنسبة إليهم ويجب التخلّص منهم”، وفق الرواية الغربية طبعا.
ويُؤكّد الأعرج أنّ “المقاومة ليست رهينة الرواية فحسب، بل المقاومة تكون بأشكال مختلفة وعلى الإنسان بدرجة أولى، بغضّ النظر عن أفكاره، أن يتحرّك لمناصرة القضايا العادلة”، وهو يرى أن من واجب الإنسان عموما والمثقف على وجه الخصوص -بما أنه يعي آليات المقاومة- أن يتحرّك لمناصرة القضايا العادلة إما عبر الرواية أو عبر آليات أخرى في الكتاب وبقية الفنون وغيرها.
وواسيني الأعرج، روائي جزائري وأستاذ جامعي، يُعدّ واحدا من الأقلام الروائية العربية المهمة على امتداد القرنين الـ20 والـ21، وهو الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية.
من أبرز رواياته “وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر” (1980)، “كتاب الأمير” (2005)، “طوق الياسمين” (2006)، “حارسة الظلال” (2006)، “الليلة السابعة بعد الألف” (2002)، “البيت الأندلسي” (2010)، “شرفات بحر الشمال” (2015)، “رواية أنثى السراب” (2009)، “عازفة البيكاديلي” (2022).
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الإيطالية والسويدية والإنجليزية والدنماركية والعبرية والإسبانية.
حاز العديد من الجوائز العربية عن أعماله، منها جائزة الرواية الجزائرية عام 2001، وجائزة كتارا للرواية العربية، عن روايته “مملكة الفراسة” عام 2005، وجائزة الشيخ زايد للآداب عن روايته “كتاب الأمير” عام 2007، وجائزة الكتاب الذهبي عن روايته “أشباح القدس” في 2008.