هيئة وطنية لإصلاح الصحة العمومية، قد يبدو الاسم مجرد إضافة على قائمة الهيئات الكثيرة التي تحدثها الحكومات المتعاقبة في تونس. حكومة هشام المشيشي التي أعلنت عن إحداث هذه الهيئة الخميس 24 سبتمبرتحركت بعد سلسلة من الإضرابات شنها أطباء وصيادلة بعد الكشف عن الأوضاع الكارثية في بعض المستشفيات العمومية.
مهمة الهيئة ستكون تقديم مقترحات للحد من هجرة الكفاءات الطبية إلى الخارج على أن تتحدّد تركيبتها وأهدافها خلال أسابيع قليلة.
إنعاش قطاع يحتضر
تحديّات عديدة لمحاولة إنعاش قطاع صحّي يحتضر، زادت جائحة كورونا من معاناته وكشفت عن هناته.
عوامل عديدة أدّت إلى انهيار المنظومة الصحيّة في تونس أبرزها غياب الإرادة السياسيّة لدى الحكومات المتعاقبة للإصلاح في ظلّ عدم تخصيص الموازنات الماليّة الكافية التي يتطلّبها القطاع حيث لم تتجاوز 6 % من ميزانيّة الدّولة حتّى في أحلك الظّروف.
التحدّي الأبرز
تواجه الصحة العمومية أكبر أزماتها منذ الاستقلال مع انعكاس تداعيات الجائحة التي ألقت بظلالها على وضعيّة المستشفيات العمومية وكشفت ضعف الإمكانيّات والتّجهيزات المتوفّرة.
حادثة وفاة طبيب شاب في مصعد معطّل بالمستشفى الجهوي بجندوبة كانت بمثابة القطرة الّتي أفاضت الكأس وعجّلت بمباشرة الإصلاح كانت أولى ثمارها بعث الهيئة الجديدة.