عالم

هولندا تقدّم اعتذارا رسميا عن ماضي العبودية

قدّم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، اعتذارا رسميا عن دور بلاده في ممارسات العبودية خلال القرون الماضية، معتبرا أنّها تشكّل جريمة ضد الإنسانية.

وقال روته في خطاب ألقاه بمدينة لاهاي: “أقدّم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عمّا قامت به الدولة الهولندية في الماضي”.

وكانت نائبة رئيس الوزراء الهولندي سيغريد كاغ، قالت خلال زيارة رسمية لسورينام المستعمرة الهولندية السابقة الأسبوع الماضي، إنّ مبادرة “على وشك أن تبدأ في الأول من جويلية/يوليو القادم، تتعلّق بتاريخ العبودية ومسؤولية هولندا بشأنها”.

ويحيي أحفاد العبودية الهولندية في هذا التاريخ، ذكرى مرور 150 عاما على انتهاء ممارسات الرق في احتفال سنوي يُعرف باسم “كسر القيود” في سورينام.

وعلى مدار قرون كانت هولندا ثالث أكبر قوة استعمارية في العالم، وقامت باستعباد نحو 600 ألف شخص على مدار أكثر من 200 عام، اُختطف معظمهم من غرب إفريقيا، ووقع بيعهم وإجبارهم على العمل في المزارع في سورينام وأمريكا الجنوبية والكاريبي.

وأسهمت العبودية في تمويل “العصر الذهبي” الهولندي، وهي فترة ازدهار اقتصادي شهدتها البلاد من خلال التجارة البحرية في القرنين 16 و17.

وفي أوج إمبراطورتيها الاستعمارية، كانت المستعمرات الهولندية مثل سورينام وجزيرة كوراساو الكاريبية وجنوب إفريقيا وإندونيسيا، مركزا لتجارة الرقيق حيث كان مقر شركة الهند الشرقية الهولندية.

وتخلّت هولندا رسميا عن العبودية في الأول من جويلية 1863، لكنّها انتهت فعليا في 1873.

وعلى مدار سنوات رفضت حكومة مارك روته تقديم اعتذار رسمي عن ماضي العبودية، استجابة لحملات أحفاد الذين تمّ استعبادهم، ومن وقع تشغيلهم في المستعمرات في ذلك الوقت.