ثقافة

هند صبري لبوابة تونس: سعيدة بالعمل مع كوثر بن هنية في فيلم تونسي جديد

حوار: صابر بن عامر

عدسة: مروان بربيرو

هند صبري تلك الصبية الحالمة التي ظهرت لأول مرة في دور “عليا” عبر فيلم “صمت القصور” للمخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلي (1994)، جلبت وهي في ربيعها الرابع عشر اهتمام الجمهور التونسي ومن ثمة العربي بأدائها السلس والعميق في آن واحد.

كبرت الصبية وسرعان ما تحوّلت إلى رمز وطني، بل عربي في مجال التمثيل، وهي التي وقفت أمام كبار نجوم مصر المكرّسين منهم والمخضرمين وحتى الشباب على غرار عادل إمام في “عمارة يعقوبيان” وأحمد السقا في “الجزيرة” ومحمد رمضان في “الكنز 1” والقائمة تطول.

ولتسليط الضوء على حزء من مسيرتها الطويلة والحافلة بالنجاحات والإنجازات، كانت لبوابة تونس هذه الوقفة مع هند خلال زيارتها الأخيرة تونس، تحديدا  مدينة قابس (جنوب)، لتكون هذه المصافحة في خمسة أسئلة.

الأرض والعرض والحريق

بوابة تونس سألت هند صبري: “أنت “عرابة” مهرجان قابس سينما فن للسنة الرابعة على التوالي، كنت اقترحت خلال الدورة الأخيرة من المهرجان مُشاركة طلبة مدينة قابس مُشاهدة فيلم “الأرض” ليوسف شاهين، وذلك إثر الحريق الذي تعرّض له سوق جارة… بين الأرض والعرض والحريق، أي رابط بين الفيلم والواقع المعيش اليوم بقابس؟”.

فقالت: “تماما، اختياري لفيلم “الأرض” لم يكن اعتباطيا، الروائي الطويل الذي أنتج في العام 1970 قادر على الحديث عن الآن وهنا، فهو مرآة عصرنا الراهن ولو بعد نصف قرن من صدوره، في قابس وكل مكان من تونس، إذ باتت لدينا أزمة كبيرة في علاقتنا بأرضنا. وأخطر الأشياء ألا  نشعر بالخطر”.

وتُضيف النجمة التونسية والعربية: “رمزية فيلم “الأرض” مُتواصلة إلى اليوم، خاصة ونحن نعيش أجواء غامضة تـنذر بحرب عالمية ثالثة، لا قدّر الله، وقد لاحظنا مدى اعتمادنا في هذه الظرفية على العولمة حتى في قوتنا اليومي، وعلاقتنا بالأرض تغيّرت كثيرا في ظل كل ما تقدّم”. وتوضّح: “فيلم “الأرض” في المحصلة يلخّص المرحلة الحالية، هو فيلم مرجعي واستشرافي لسنوات خلت وأخرى قادمة”.

وتقول إجابة عن سؤالنا عن علاقتها بـ”موفا” أو الراحلة مفيدة التلاتلي، وإلى أي مدى أثّر رحيلها فيها: “مفيدة أو كما يحلو لي مناداتها “موفا” كانت وما تزال تعني لي الكثير، فهي نافذتي على العالم الذي أعيشه اليوم، هي أول من منحني مفتاح الولوج إلى عالم السينما، هي مدرستي التي علّمتني التمعّن في داخلي وإخراج أفضل ما فيّ”.

وتسترسل: “علّمتني التمثيل بطريقتها، أذكر أنها قالت لي يوما: اسمعي نفسك ولا تهتمي بأي شيء آخر، هي مدرسة وأم ثانية لي… أشتاق إليها كثيرا”.

عن فيلم “صمت القصور” وعن بطلته هند صبري، تحديدا، قالت الفنانة المصرية بشرى أحمد عبدالله رزة، الشهيرة ببشرى في حوار قديم جمعني بها: “عندما أردت أن أنتقل من المجال الموسيقي إلى التمثيل، قال لي والدي إن أردت أن تكوني فاعلة في المجتمع من خلال الفن، فعليك الإيمان بالقضايا الكبرى على غرار فيلم “صمت القصور”، وإن أردت أن تصبحي ممُثلة حقيقية، فعليك الاقتداء بأداء هند صبري في العمل” .

سردت الواقعة التي حصلت لبشرى مع والدها الراحل أحمد عبد الله رزة الكاتب والخبير في مجال العلوم السياسية على المستوى الدولي على هند، فقالت: “هذا شرف لي بكل تأكيد، فالراحل أحمد عبد الله رزة، والد بشرى، كان من الشخصيات المؤثّرة في وجدان الحركة الطلابية في مصر، وهو في ذلك نظير والدي الذي كان بدوره فاعلا في الحركة الطلابية بتونس، فهما أشقاء في النضال، وعليه أنا وبشرى نتشابه في هذا الشأن، وفي اختيارنا عالم الفن أيضا”.

وتُضيف: “صمت القصور” ربما هو أكثر فيلم كان فيه تمثيلي صادقا وحقيقيا، بعده تعلّمت التحايل والمُراوغة في الأداء، لكنه يظل مرجعا للممثلين الناشئين، وهذا يُشرّفني”.

تجربتها مع عادل إمام

سألت بوابة تونس هند صبري عمّا تركه وقوفها أمام عادل إمام في فيلم “عمارة يعقوبيان” في العام 2006 في نفسها من أثر، وما الذي أضافه إليها؟

فتقول:” أحترم الزعيم عادل إمام وأوقره شخصا ومسيرة، فأن تظل لمدة عقود على القمة، هذا أمر لا يتكرّر دائما”.

وتُضيف: “بعد عملي المطوّل في مصر، تيّقنت أنه شخص مُختلف لا يُشبه أحدا سوى نفسه، لا يُنافق ولا يعترف بالمجاملات بمفهومها الاجتماعي”.

وتعترف هند أن الفيلم ككل، ظروف تصويره وحكايته في حدّ ذاتها مُلهمة ومُربكة لكليهما، موضّحة: “أنا لم ألتق عادل إمام في ملعبه المُعتاد، أي الكوميديا، بل العكس التقينا في عمل يندرج ضمن سينما المؤلف، التي لم يقتحمها الزعيم إلا في فيلم أو فيلمين على غرار “الحريف” مع محمد خان في العام 1983، ليُعيد التجربة بعد سنوات من خلال رواية علاء الأسواني بعدسة مروان حامد، فكان تواصلنا ممتعا حقا، وقد تعلّمت منه الكثير”.

وعن جديدها، قالت: “انتهيت منذ مدة من تصوير فيلم مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وهو فيلم مجنون على طريقة كوثر، يجمع بين الوثائقي والروائي، فيلم داخل الفيلم، وأنا سعيدة بالعمل معها، وهو عمل محفّز وممتع، كما انتهيت من تصوير فيلم “كيرة والجن” للمخرج مروان حامد وهو مقتبس عن رواية “1919” لأحمد مراد، وفيلم كوميدي مع ماجد الكدواني تحت عنوان “فضل ونعمة”… و أنا بصدد  تصوير الموسم الثاني من سلسلة “في البحث عن علا” الذي يُعرض على نتفليكس”.