ثقافة

هند صبري: فخورة بمشاركتي الثانية في مهرجان كان

في تصريح لمجلة “سيدتي” عبّرت النجمة التونسية-العربية هند صبري، عن فخرها، فنانة تونسية وأيضا عربية؛ بمُشاركة فيلم “بنات ألفة” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، في  المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي الـ76، الذي تنتهي فعالياته مساء السبت 27 ماي الجاري، باعتبارها أهمّ مسابقة في العالم.

معتقلو 25 جويلية

وأشارت صبري في حديثها، إلى أنّ الفيلم “مهجّن” أي فيلم ما بين الوثائقي والروائي وما بين الحقيقة والخيال؛ مضيفة: “جاية (أتيت) أمثّل شخصية حقيقية موجودة معي في الفيلم”.

وكانت هند، قبل عام من الآن، أعلنت لبوابة تونس عن مشروعها الجديد حينها مع كوثر بن هنية، وذلك ضمن برنامج “علّي الصوت” الرقمي قائلة: “أنهيت منذ مدة تصوير فيلم مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وهو فيلم مجنون على طريقة كوثر، يجمع بين الوثائقي والروائي، فيلم داخل الفيلم، وأنا سعيدة بالعمل معها، وهو عمل محفّز وممتع”.

وعن شخصية الأم التي لعبتها هند صبري خلال أحداث العمل، والتي تعرّضت لمأساة كبيرة، قالت إنه رغم اختلاف الظروف والأجواء المحيطة بها، إلّا أنّ هناك أشياء مُشتركة بين الشخصية التي تُقدّمها وبين شخصيتها الحقيقية، باعتبارها أما أيضا على أرض الواقع؛ خاصة أنّه في حال تعرُّض بناتها لشيء ما، مثلما حدث لبنات “ألفة” في الروائي الطويل، ستشعر بالأحاسيس ذاتها التي عاشتها الأم ألفة في الفيلم.

وأكّدت صبري أنّ أكثر ما لفت انتباهها في العمل وأثنت عليه، وجهة النظر التي يقوم بعرضها الفيلم.. مُضيفة: “في الآخر نحن لا نحكم على شخصية الأم، رغم أساليب العنف التي اتبعتها تجاه بناتها، ودفعتهنّ إلى السفر إلى الخارج للجهاد”.

ويروي العمل المُتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان في قسم الأفلام الروائية الطويلة، قصة “ألفة” الأم لأربع بنات مصيرهنّ مجهول، وهو رحلة مُفعمة بالحميمية، الأمل، التمرّد، العنف، التآخي والتسامح، مُسائلا المجتمعات عن الحق في الحريات والحياة وتمكين المرأة.

ويتصاعد المسار الدرامي للقصة باختفاء ابنتيْ ألفة، وقد اعتمدت بن هنية في طرحها السينمائي على أداء ممثّلات محترفات في مشاهد تصويرية وروائية بتصوّر جديد يجمع بين الأسلوب الوثائقي والدرامي لدفع عنصر التشويق في رحلة البحث عن الفتاتين.

والفيلم من بطولة هند صبري في دور ألفة، ومجد مستوره مع ألفة حمروني (ألفة الحقيقية) وآية شيخاوي (ابنة ألفة الحقيقية) وتيسير شيخاوي (الابنة الحقيقية الثانية لألفة) ونور كاروني ورحمة شيخاوي وإشراق مطر وغفران شيخاوي.

هند صبري وكان

اعتبرت هند صبري، في تصريحها للمجلة العربية “سيدتي” نفسها من الفنانات التونسيات  اللّاتي وقف الحظ بجانبهنّ؛ خاصة أنّها شاركت في مهرجان كان بفيلم، وهي في عمر الـ14 عاما؛ بعد مُشاركة فيلمها “صمت القصور” مع المخرجة الراحلة مفيدة تلاتلي في قسم “نظرة ما”، وحصوله على جائزة الكاميرا الذهبية عام 1994، لذلك شعرت بإحساس مختلف تماما؛ لأنّها حضرت في المهرجان مرة أخرى بعد نحو 30 عاما بفيلم مع مخرجة تونسية أخرى.

وهند صبري، المولودة في ولاية قبلي (جنوب غرب تونس) في 1979، حاصلة على درجة ماجستير في حقوق الملكية الفكرية، عُرفت منذ مُشاركتها في فيلمين سينمائيين: “صمت القصور” و”موسم الرجال” للمخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلي.

لفتت بموهبتها أنظار المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، فدعتها إلى القاهرة، وأسندت إليها دور البطولة في فيلم “مذكرات مراهقة” عام 2001.

من أشهر الأعمال التي شاركت فيها “مواطن ومخبر وحرامي” للمخرج داوود عبدالسيد، وكذلك أفلام: “عايز حقي”، “أحلى الأوقات”، “جنينة الأسماك”، “الجزيرة”، “الكنز”… لتنطلق بعد ذلك في المسلسلات الدرامية مثل مسلسل “عايزة أتجوز”، و”إمبراطورية مين”، و”في البحث عن علا” وغيرها الكثير.

كوثر بن هنية.. ثاني مرة

ويُعدّ هذا الحضور الثاني أيضا للمخرجة التونسية كوثر بن هنية في المهرجان الأوروبي العريق، حيث عُرض فيلمها “على كف عفريت” في قسم جائزة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي 2017.

وكوثر بن هنية، وُلدت في سيدي بوزيد ودرست الإخراج السينمائي في معهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة “لا فيميس” في باريس، ودرست فيها أيضا كتابة السيناريو منذ 2005.

أخرجت في 2006 أول فيلم قصير بعنوان “أنا وأختي والشيء”، وفي 2010 الفيلم الوثائقي “الأئمة يذهبون إلى المدرسة”.

وشارك شريطها القصير “يد اللوح” في عدة مهرجانات سينمائية وفاز بأكثر من عشر جوائز. كما أخرجت شريطا طويلا بعنوان “شلّاط تونس”. ورشّح فيلمها “على كف عفريت” لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الحادي والتسعين في 2019. ونالت عن فيلمها الروائي الوثائقي “زينب تكره الثلج” التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية في 2016.

ووصل فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” في 2021، إلى القائمة القصيرة للأعمال المرشّحة لنيل جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

وتنتمي بن هنية إلى جيل السينمائيين التونسيين الشبّان الذين نقلوا إلى الشاشة الكبيرة قضايا مجتمعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشدّدة قبل ثورة 14 جانفي 2011، وقدّمت طرحا جريئا، مُساهمةً في ظهور “سينما جديدة”.