تونس سياسة

هل يملك قيس سعيد برنامجا اقتصاديا لإنقاذ تونس؟

كلما تطرق رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى المجال الاقتصادي إلاّ وترك انطباعاً أنّه لا يفقه شيئاً عن الاقتصاد، وفق مراقبين، بل أكثر من ذلك فهو لا يتوانى عن مهاجمة وكالات التصنيف الائتماني وتشبيهها بـ”أمّك صنافة (كتاب تونسي شهير عن وصفات الطبخ) وشيطنة الأثرياء وآخر عباراته في هذا قوله “لا أجلس مع من أشتم عنه رائحة الثراء”، بالإضافة إلى إقراره  في أكثر من مناسبة بأنه لا يفقه في الأرقام المتعلّقة بالاقتصاد.

ولسائل أن يتساءل هنا، هل يملك قيس سعيد رؤية اقتصادية وهل يقدر  على إخراج تونس من الوضع الاقتصادي والمالي الخطير خاصة أنّه جمع السلطات بين يديه منذ 10 أشهر.
 في هذا الصدد حاورت بوابة تونس الخميس 19 ماي/مايو، الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان لمعرفة رأيه في التوجهات الاقتصادية لرئيس الدولة.

هجوم غريب

سعيدان لم يُخفِ استغرابه من تهجّم رئيس الجمهورية على وكالات  التصنيف الائتماني، واعتبره خطأ جسيما ينمّ عن عدم دراية بأبسط أبجديات علاقة تونس بهذه الوكالات، موضحا أنّ تونس هي التي تدفع الأموال لوكالات التصنيف وتطلب منها أن تصنفها، مشيرا إلى أنّه في غياب هذه التصنيفات “سيكون هناك نقص في بطاقة التعريف الاقتصادية لتونس ولا يمكن للأجانب التعامل مع تونس إذا لم تكن مُصنّفة..فكيف يستهزئ بهذه الوكالات؟”، وفق تعبيره.

كما عبّر عز الدين سعيدان عن شديد استغرابه من عدم استعانة رئيس الدولة بأي مختص في المجال الاقتصادي من أجل مساعدته على فهم عديد المسائل، مشيرا إلى أنّ قيس سعيّد لا يملك أي مستشار مالي أو اقتصادي أو حتى مختص في المجال الاجتماعي.

وقال سعيدان في هذا الصدد: “ليس من المعقول أو المقبول أن تكون لرئيس الجمهورية كل هذه السلطات وتونس تمر بهذا الوضع الاقتصادي والمالي الخطير جدا دون أن يكون محاطا بفريق من المختصين في الاقتصاد ».

أزمة خطيرة

ويُجمع خبراء الاقتصاد على أنّ تونس تمرّ بأزمة اقتصادية ومالية هي الأخطر في تاريخ البلاد، وهي مهدّدة بعدم القدرة على تسديد ديونها  وتوفير أجور الموظفين إذا لم تتمكن من الحصول على قروض خارجية، في ظل ارتفاع نسبة  التضخم إلى أكثر من 7% وارتفاع مشط لأسعار كل المواد الاستهلاكية.

ورغم خطورة الوضع، فإن رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يقدّم أي مشروع أو برنامج اقتصادي من أجل تجنيب البلاد السيناريو اللبناني، واكتفى بإعلانه عن التوجه إلى إحداث شركات أهلية.