رجحت مصادر صحفية أمريكية، السبت 22 ماي، نقلا عن مصادر في إدارة البيت الأبيض، إمكانية توجه الرئيس جوزيف بايدن إلى إغلاق معتقل غوانتنامو نهائيا.
وذكرت صحيفة القدس العربي أن قرار بايدن بالإفراج عن ثلاثة معتقلين في غوانتانامو حكم عليهم بالسجن منذ حوالي عشرين عاما، جدد التكهنات حول قرار الرئيس الأمريكي بإغلاق هذا السجن العسكري الأمريكي سيئ السمعة.
ووافقت لجنة بالبيت الأبيض في 17 من ماي الجاري على إطلاق سراح ثلاثة معتقلين بينهم رجل الأعمال الباكستاني سيف الله باراشا (73 عاما) والذي يعتبر أكبر المعتقلين سنا.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد أكدت في تصريح رسمي في أفريل الماضي، أن الرئيس “ما زال ملتزما” بإغلاق معتقل غوانتانامو.
من جهته، أكد شيلبي ساليفان بينيس محامي المعتقل الباكستاني باراشا “ثقته في إدارة بايدن التي ستفرغ غوانتانامو قدر الإمكان”، حسب تعبيره.
وخلال رئاسة باراك أوباما، قام البيت الأبيض بالمصادقة على الإفراج عن مئات المعتقلين الذين وافقت لجنة مراجعة الرئاسة على إطلاق سراحهم وتوقفت عمليات الإفراج في عهد دونالد ترامب.
صعوبات قانونية وإجرائية
وأشارت تقارير صحفية وحقوقية إلى أن السجن الأمريكي في كوبا، ما يزال يضم 40 معتقلا أخطر تسعة منهم بالإفراج عنهم قريبا.
فيما ينتظر 12 آخرون من بينهم خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر2001 محاكمتهم أمام لجنة عسكرية، أما البقية فيواجهون مأزقا قضائيا نتيجة استمرار احتجازهم دون تهمة وعدم تبرئتهم من قبل لجنة المراجعة التابعة للرئاسة.
ورحب شايانا كاديدال من مركز الحقوق الدستورية الذي يدافع عن عدد من المعتقلين في غوانتانامو بقرارات الإفراج التي أصدرتها لجنة مراجعة الرئاسة، معتبرا أن اللجنة باتت مستعدة لمعالجة بقية الحالات من الموقوفين دون تهم ، مشيرا إلى أن هؤلاء المعتقلين يعانون من اضطرابات نفسية وخضعوا إلى التعذيب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.
وتواجه تصفية إرث معتقل غوانتانامو تحديات قانونية وإجرائية، تشمل خاصة إعادة تعيين مبعوث أمريكي مكلف بالتفاوض بشأن إعادة المعتقلين المفرج عنهم إلى بلدانهم، أو إعادة توطينهم في مناطق أخرى بعد قيام ترامب بإلغاء هذا المنصب.
ويتعلق التحدي الآخر بمصير السجناء الذين ما زالوا على ذمة القضاء العسكري بينهم خالد شيخ محمد والذين قد يواجهون حكما بالإعدام.
وقال شايانا كاديال إن احتمال محاكمتهم في محاكم مدنية ما زال يشكل مجازفة سياسية لجو بايدن، فقد تكشف هذه المحاكمات عن عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان ويمكن أن تدفع القضاة والمحلفين إلى التعاطف معهم.