هل غالط السباح نجيب بالهادي التونسيين؟
tunigate post cover
رياضة

هل غالط السباح نجيب بالهادي التونسيين؟

بعد الاحتفاء بتحطيمه رقما قياسيا في « السباحة دون توقف من إيطاليا إلى تونس »، السباح التونسي نجيب بالهادي يعترف بأنه « صعد إلى ظهر سفينة لتناول الدواء أثناء السباحة » والوزارة تحقق
2022-06-20 16:56

ما يزال الجدل قائما بشأن حقيقة إنجاز السباح التونسي نجيب بالهادي، المتمثل في عبور البحر المتوسط من إيطاليا إلى تونس دون توقف.

الموضوع انطلق من تساؤل ساخر من بعض الناشطين على  مواقع التواصل الاجتماعي عمّا إذا كانت السباحة ممكنة دون توقف لمسافة 155 كيلومترا؟ تواصل الجدل دفع وزارة الشباب والرياضة إلى فتح تحقيق في المسألة وانتهى بإقرار بالهادي يوم الإثنين بأنه صعد المظهر السفينة لتناول الدواء وحين تعكرت الظروف المناخية واعتبر ذلك ضمن شروط « قواعد الاشتباك مع البحر » وفق تصريح له لحقائق أون لاين . وقال مدافعا عن نفسه « هناك سوء فهم للسباحة في المياه العميقة » معلنا أنه أرسل الوثائق اللازمة إلى الوزارة.

الوزارة تتحرى

وبعد أن هنأت السباح التونسي بإنجازه يوم إنهاء السباق مساء السبت الماضي وأوفدت أحد ممثليها لاستقباله، قررت وزارة الرياضة التحقيق في الموضوع والتحري بشكل رسمي، متأثرةً بتعليق السباح الأولمبي السابق أسامة الملولي ومنشور أحد الأطباء الذين رافقوه سابقا في إحدى الرحلات، وفق ما صرّح به المدير العام للرياضة منصف شلغاف لبوابة تونس.
شلغاف أوضح أن الوزارة ستحاول جمع المعطيات اللازمة للتأكد من حقيقة نجاح بالهادي في السباحة من إيطاليا إلى تونس، عبر الاتصال به شخصيا وبربان السفينة التي رافقته وبالمنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة التي تشرف على مثل هذه السباقات وكل الطاقم المرافق له بما فيه فريق جيش البحر.

الوزارة أفادت بأنها لم تشكك في أي إنجاز لكنها أيضا لا يمكنها اعتبار كل ما يقال حقيقة مطلقة، إذ أوضح مصدر ثان من وزارة الرياضة: “هناك من يقول إن بالهادي لم يصل إيطاليا ولم يحصل على ترخيص من الجهات التونسية”.
كما تساءل عن المعايير التي تعتمدها المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة. ولم يستبعد أن تسمح لوائح هذه السباقات بأخذ قسط من الراحة  في منتصف السباق، وفق تعبيره.

وستتولى الوزارة تقييم المعطيات المتوفرة لديها وبناءً عليها ستقرر ما إذا كان الإنجاز حقيقيا أو مجرد مغالطة، وفق تعبير مصدرنا الذي رفض الإفصاح عن هويته.
وقال المدير العام للرياضة: “في حال غالط السباح نجيب بالهادي التونسيين سيحاسب وفق القانون، أما في حال أثبتت التحريات أنه فعلا سبح لمسافة 155 كلم فستكرمه الوزارة ردا للاعتبار”.

في مقابل الجدل القائم في تونس، لم يصدر أي تعليق عن المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة.

التحقيق فضيحة

تحقيق وزارة الرياضة وحملة التشكيك في بالهادي لم يروقا لعائلته، إذ صرّح في وقت سابق لبوابة تونس بأنه يتجاهل كل من يشكك في قدراته واتهم السباح أسامة الملولي بأنه يجهل اختصاصه وأنه ليس مؤهلا للحديث عن السباحة في المياه المفتوحة.
كما قال بالهادي في تصريحات إعلامية ردا على الساخرين من “المغامرة” التي قام بها: “في منتصف السباق صعدت على ظهر السفينة لأخذ بعض الأدوية”.
وصرحت ابنته سندة بالهادي لبوابة تونس بأن والدها  اضطر إلى مغادرة الماء لبعض الوقت لتفادي خطر القرش الأبيض وهذا أمر مسموح به في لوائح المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة، وفق قولها. إضافة إلى توقفه للتزود بالماء أو سوائل أخرى مغذية.
كما هاجمت سندة بالهادي وزارة الرياضة بعد إعلانها عن التحقيق في الموضوع وقالت إن “تشكيك الدولة في إنجاز والدها يعد فضيحة” لأنه من غير المعقول أن تجهل وزارة الرياضة هذا الاختصاص ومعاييره وهي التي لديها كل المعطيات عن نجيب بالهادي وعن تاريخه في المياه الحرة، وفق تعبيرها.

وعن عزم الوزارة تطبيق القانون في حال كانت النتائج ضد السباح التونسي، أوضحت ابنة نجيب بالهادي أن لديها كل المعطيات التي تثبت إنجاز والدها وأن ما قام به محفور في صفحات التاريخ ومسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

كما عبّرت عن استيائها من عدم تدخل وزارة الدفاع لحماية والدها والدفاع عنه في مواجهة حملة التشكيك.

سنقاضي الملولي

كما تحدثت سندة بالهادي عن سبب الضجة التي رافقت “إنجاز” والدها وقالت إن تدوينة السباح الأولمبي السابق أسامة الملولي كانت سببا رئيسيا في توسع حملة التشكيك حتى بلغت حد المس بخصوصيات والدها والسخرية منه.
وأضافت محدثتنا أن عائلتها انزعجت كثيرا مما صدر عن البعض وأنها ستقاضي كل من “خولت له نفسه الافتراء على والدها”. وانتقدت سندة بالهادي تعليق الملولي على سباق والدها وقالت إنه “لولا منشور السباح التونسي لما أصبحت القضية بهذا الحجم”، وفق قولها.
وأشارت إلى أنها ستقاضي أسامة الملولي الذي وصف “مغامرة” والدها بالفضيحة وقالت: “الملولي عار على تونس”.

انتقادات عائلة نجيب بالهادي وُجهت إلى أحد الأطباء الذي نشر تدوينة قال فيها إنه رافق نجيب بالهادي في أحد سباقاته في سواحل مدينة صفاقس وكشف أن  السباح التونسي يقضي أكثر من نصف المسافة وهو على ظهر السفينة ويتظاهر عند الوصول بأنه قضى المسافة سباحةً.

وأفادت سندة بالهادي بأن من طعن في مصداقية والدها ليس طبيبا مرافقا له، بل هو طبيب أسنان، وأن والدها لم يخض سباقا بين منطقتي تبرورة وسيدي منصور في صفاقس كما ادعى الطبيب، بل خاض تدريبات روتينية في تلك المنطقة.

وأعلنت عن تمسكها بمقاضاة الطبيب وأسامة الملولي لإعادة الاعتبار إلى والدها وإن كلفها الأمر استعمال جنسيتها الأمريكية، وفق قولها.

أسامة الملولي#
السباح نجيب بالهادي#
المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة#
سندة بالهادي#
نجيب بالهادي#
وزارة الرياضة#

عناوين أخرى