ساقتهم الظروف إلى سجن “ليتسيراكو” بالعاصمة كييف متهمين بقضايا مختلفة، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه محاكمتهم حدث الغزو الروسي وقامت الحرب في البلاد. لم يتوقع رامي وعلاء وسيف الدين ومحمد وإيهاب أن يجدوا أنفسهم أمام خيار الانضمام إلى الجيش الأوكراني بعد أن قايضتهم أوكرانيا بحريتهم مقابل الالتحاق بجيشها للقتال ضد روسيا والتخفيف من العقوبة.
نريد الحرية مهما كان الثمن
أصبح من المؤكد لجوء السلطات الأوكرانية إلى السجون من أجل تجنيد السجناء في الحرب ضد الغزو الروسي، ومن بين المساحين في أوكرانيا 6 تونسيين أغلبهم رهن الإيقاف منذ أكثر من سنة.
بوابة تونس تواصلت مع أحد التونسيين الموقوفين في السجن الأوكراني، الذي أكد أن أوكرانيا وزّعت وثيقة على المساجين التونسيين، على غرار بقية النزلاء، وطلبت منهم التطوّع لحمل السلاح مقابل التخفيف من العقوبة أو إطلاق سراحهم.محدثنا أكّد أن الحرب ضيّقت الخناق عليهم وأصبحت حياتهم مهددة بسبب القصف.
رئيس جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا طارق العلوي، أكّد اطلاعه على الموضوع وصرّح لبوابة تونس بأن المساجين التونسيين عبروا عن رغبتهم في الانضمام إلى الجيش الأوكراني على أمل انقضاء الحرب سريعًا ونيل حريتهم.
وأضاف العلوي أن السلطات الأوكرانية لم تجبر أحدا على التجند ورفضت مطالب التونسيين بالالتحاق بجبهات القتال وسلحت فقط مواطنيها، حسب تعبيره.وعما إذا كان من حق التونسيين الحاملين للجنسية الأوكرانية، المشاركة في الحرب، نفى رئيس جمعية دار تونس بأوكرانيا سفيان الماطوسي الأمر وقال لبوابة تونس: “في هذه الحالة لا أحد من حقه امتلاك جنسية مزدوجة”.
ظروف صعبة جدا
في زمن الحرب قد يذهب تفكير الموقوفين التونسيين في كييف إلى أن جبهات القتال أقل وطأة من غياهب السجن الذي يقع في مرمى القصف الروسي وسط العاصمة الأوكرانية، فقد قُصفت ثكنة عسكرية مجاورة ومبنى الإذاعة ومركز المخابرات.
إلى جانب الخطر الأمني المحدق بهم، يعاني التونسيون في السجن الأوكراني من نقص المؤونة، إذ لم يأكلوا منذ أيام بسبب التوتر الذي يسود العاصمة كييف.وحسب تصريح سفيان الماطوسي فإنهم يعيشون وضعية نفسية صعبة بسبب خوفهم على عائلاتهم، بعد أن انقطعت أخبارها عنهم منذ اندلاع الحرب.
الخارجية التونسية تتابع
وزارة الخارجية التونسية تتابع عن كثب مسألة التونسيين الموقوفين في السجن الأوكراني، حسب تصريح مدير الدبلوماسية العامة والإعلام محمد الطرابلسي لبوابة تونس.الطرابلسي أفاد بأن السلطات التونسية بصدد التنسيق مع منظمة الصليب الأحمر الدولي في أوكرانيا للتثبت من مسألة اقتراح تجنيد الموقوفين التونسيين للحرب، مؤكدا أنها ستتخذ القرارات اللازمة لحمايتهم.
وأضاف المسؤول الدبلوماسي أن تونس سلمت الصليب الأحمر قائمة أسماء المساجين التونسيين لزيارتهم والاطمئنان على حالهم
ماذا يقول القانون؟
لتقصي الموضوع من الجانب القانوني، اتصلت بوابة تونس بالخبير في القانون الدولي عبد المجيد العبدلي، الذي أفاد بأنه في حال أجبرت أوكرانيا تونسيين على الانضمام إلى جيشها، فقد ارتكبت جريمة حرب وعلى تونس مقاضاتها أمام محكمة الجنايات الدولية وفق القانون الدولي.
أما في حال شارك التونسيون تطوّعًا في الحرب، فإن القانون الدولي لن يحميهم وسيصبحون مرتزقة يساندون أوكرانيا وسيكون مصيرهم مجهولا إذا ما أسرتهم روسيا ولن يتمتعوا بحقوق الجندي الأوكراني الذي يدافع عن أرضه.