تونس سياسة

هل أجبر الصدام مع مديرة الديوان الرئاسي، رشيدة النيفر على الاستقالة ؟

تحت عنوان “هل نادية عكاشة وراء استقالة النيفر”، نشر موقع بيزنس نيوز عربي مقالاً تحليليًا، حاول استطلاع خبايا استقالة المستشارة السابقة برئاسة الجمهورية المكلفة بالإعلام والاتصال رشيدة النيفر.

معتقلو 25 جويلية

التساؤل الذي غلف المقال باحثًا عن إجابة بين سطوره، جاء بصيغة سؤال إنكاري يقر بفرضية دورٍ ما لمديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة في دفع المستشارة الإعلامية لقصر قرطاج إلى الاستقالة، رغم تمسك رئيس الجمهورية بخبرتها، و”رفضه النظر في طلب الاستقالة الذي ظل على مكتبه أسابيع طويلة قبل أن يوقعه بعد أخذ ورد”.

استقالة يبدو أنها كانت نتاجًا لتصاعد الصدامات والخلافات مع المستشارة القانونية لقيس سعيد، وأبرز المقربات منه ومحل ثقته نادية عكاشة، والتي صعدت سلم المهام والمسؤوليات بشكل متسارعٍ نحو إدارة الديوان الرئاسي، ما أكسب مهامها بعدًا سياسيًا.

برغم إصرارها على البقاء في الظل، وقلة الظهور العام، إلا أن دور نادية عكاشة أضحى مثار جدل وتساؤلات، نظرا لسيطرتها على إدارة الديوان الرئاسي ونزعتها إلى التحكم في كل مجالات الاختصاص ودوائر القرار، والتي بلغت حد التدخل في اقتراح وتسمية بعض الوزراء، خلال المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة المشيشي.  

النزعة الإقصائية لمديرة الديوان وإصرارها على فرض هيمنتها،  قد يفسر قائمة الاستقالات السابقة للنيفر، بدءًا بمستشار الأمن القومي محمد صالح الحامدي  والمستشار عبد الرؤوف الطبيب، وصولاً إلى الملحقة الإعلامية هالة الحبيب.

تصريح النيفر المقتضب لوسائل الإعلام، والذي بررت فيه الاستقالة “بعدم رضاها عن طريقة العمل داخل الديوان الرئاسي”، قد تضاف إلى ما نشره الجنرال الحامدي حين انتقد بشكل جلي طريقة إدارة الأمور حول رئيس الدولة، ما يضع مستشارته السياسية في دائرة الاتهام، بالتسبب في عزل سعيد داخل دائرة ضيقة نتيجة الصراع على الصلاحيات مع أبرز فريق عمله الإداري والاستشاري.

التحليل الذي ينتهي إليه مقال “بيزنس نيوز”، يلتقي مع أكثر من رأي في الأوساط السياسية والإعلامية بتونس، والتي تجمع على أن انسحاب النيفر من مهامها يمثل آخر حلقة من صراع الصلاحيات والمواقع الذي يشهده قصر قرطاج.

في حديث لموقع بوابة تونس، يرى الصحفي والكاتب محمد صالح عبيدي أن الصراعات الدائرة داخل المكتب الاستشاري للرئيس لم تعد خافية، فلا يمكن أن تخفى على الرأي العام مسالة التجاذبات بين مديرة الديوان ورشيدة النيفر، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية بعيد استقالة الفخفاخ وتكليف هشام المشيشي.

هل كان الرئيس طرفا في الصراع بين مستشارتيه ؟ يرجح العبيدي هذه الفرضية، مبينًا أن “الرئيس قد يكون اضطر لحسم الخلاف عبر التضحية بذراعه الأيمن ومستشارته الإعلامية”.

و”بناء على ذلك، أتصور أن المساحات التي أصبحت نادية عكاشة تتحرك في إطارها بقصر قرطاج، ليس على المستوى السياسي والخارجي فحسب، بل كذلك على المستوى الإعلامي الذي أصبحت تتحكم به بشكل كامل، كان أساس الخلاف والصدام”، يضيف محدثنا

ويشير العبيدي إلى أن هذا الوضع جعل النيفر في حالة من العزلة، في ظل فقدانها لصلاحياتها ولم يعد لها مكان ضمن الفريق الاستشاري، إلى جانب طباعها المزاجية التي دفعتها للمغادرة، “كما أن المساحة بطبعها لا تتحمل وجود قيادتين حول رئيس الجمهورية، فإما نادية عكاشة أو رشيدة النيفر”.