“لا يُمكنني نسيان السيّدة التي تبرّعت بأموال عُمرتها لبرنامج “القفّة” تضامنا منها مع العائلات المُعوزة في شهر الصيام”.. إعلامية تونسية تصرّح
صابر بن عامر
لرمضان وقعه الخاص، لدى الإعلامية التونسية هالة الذوادي، وهي التي عرفت فيه ذروة نجاحاتها في المجالين الثقافي والاجتماعي.
الذوادي معدّة البرنامج النقدي الثقافي “بلا مجاملة” الذي عُرض على قناة “حنبعل” الخاصة لأربعة مواسم متتالية، مثّل لها الشهر الكريم بداية نجاحاتها الإعلامية في المجال الفني الثقافي.
وذلك من خلال متابعاتها اليومية للمهرجانات الثقافية الرمضانية، ضمن مهرجان المدينة عبر برنامج “زووم على الثقافة”.
لكنّ ذروة نجاحها الإعلامي تحقّق من خلال برنامجها الرمضاني الاجتماعي “القفّة” الممتدّة مواسمه للعام الثامن على التوالي.
من الحلم إلى الواقع
عن البرنامج وفكرته، قالت الذوادي في تصريحها لبوابة تونس: “بدأت الحكاية عام 2018، من خلال “حِلمة”، حلم حقيقي تحوّل في ما بعد إلى برنامج تلفزيوني واقعي”.
وتستذكر معدّة ومُقدّمة “القفّة”: “ذات ليلة، نمت وصحوت، فوجدتني أردّد كلمة “القفّة”، لم أفكّر حينها في محتوى البرنامج ولا حيثياته، فقط أعلمت مُدرائي وزملائي بالعنوان، ومن ثمة تبلورت الفكرة في ذهني رويدا رويدا، ثمّ تطوّرت تدريجيا، لتخرج بصيغتها الحالية، مُحقّقة نجاحا مدويّا”.
و”القفّة”، كما تُقدّمه هالة الذوادي على طريقتها الخاصة، “هو البرنامج الاجتماعي الرئيسي في قناة حنبعل في شهر رمضان، شهر الخير والرحمة، شهر الناس بالناس والناس بالله”.
وتسترسل بالعامية التونسية: “برنامج “القفّة” هو صورة لتونس، هو صوت المواطن وبرنامج العائلة، برنامج “القفّة” يدور (يتجوّل) من منطقة لمنطقة، من جهة لجهة، من ولاية لولاية.. تونس الأعماق من شمالها إلى جنوبها، من شرقها إلى غربها”.
وتُؤكّد الذوادي: “القفّة بكّات (أبكت) ناس، فرّحت (أسعدت) عائلات، عطات (منحت) أمل في الحياة، ورّات (كشفت) للناس إلي هالبلاد ما زال فيها خير، وإلّي تونس لازمها ناس تحبها”.
وتُضيف بفخر: “برنامج القفّة حقّق نسب مشاهدة عالية جدا، ومكّن قناة حنبعل من تبّوإ المراكز الأولى في السباق الرمضاني التلفزيوني”.
وتقوم فكرة البرنامج الرمضاني الاجتماعي، على خروج مقدّمتا البرنامج، هالة الذوادي ومريم بن عمّو -فيما تعوّض أميرة بن جنّات هذا العام مريم بن عمّو- بالتداول يوما بيوم، إلى إحدى الجهات التونسية، والتجوّل في أسواقها الأسبوعية، أو اليومية، لملء “القفّة” بالمُشتريات والمُقتنيات من خضر وغلال ولحوم وغيرها، لمنحها في آخر المطاف لإحدى الأسر المُعوزة.
والمُقتنيات في غالبها تأتي في شكل صدقات وتبرّعات من الباعة والمارة وحتى الأطفال، مشفوعة ببعض المُساعدات المالية التي تصل أحيانا إلى مبالغ مُجزية.
إنسانية التونسيين
وعن أبرز المواقف التي حصلت معها على امتداد مواسم برنامج “القفّة”، تقول الذوادي: “لا يُمكنني نسيان سيّدة من مدينة سيدي ثابت تبرّعت بأموال عُمرتها لبرنامج القفّة، قائلة لزميلتي في البرنامج مريم بن عمّو: امنحيهم للمُحتاجين، وبهذا أكون قد اعتمرت وأنا في مكاني”.
وتسترسل: “كما لا أنسى طفلا في السابعة من عمره، كنت سألته هل تعرف عائلة فقيرة بحاجة إلى معونة، فوجّهني إلى عائلة مُعوزة، والحال أنّه وعائلته في أمسّ الحاجة إلى المُساعدة”.
وبتأثّر تقول الذوادي: “صنيعه ذكّرني بقوله تعالى: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.
وتختم هالة الذوادي تصريحها لبوابة تونس، بقولها: “ساهمت القفّة في تغيير حياة الكثير من التونسيين، بل غيّرت فيّ أصلا.. فهالة ما قبل القفّة، ليست هي نفسها بعدها”.
برنامج “القفّة” بما حقّقه من نجاح في شهر رمضان، وتجاوب من قبل التونسيين المُحسنين، جعل مُعدّته ومُقدّمته تُواصل التجربة في بعض المواسم الدينية والاجتماعية المحفّزة على التكافل والتضامن بين التونسيين، على غرار “عيديّة” عيد الفطر، وأضحية العيد، والعودة المدرسية.
وبذلك ساهم البرنامج في رسم البسمة على بعض الأسر التونسية المُعوزة بصدقات أبناء وطنهم الأم وتبرّعاتهم، ترسيخا لمقولة “التونسي للتونسي رحمة”، بعيدا عن إكراهات المسالك الحكومية وبيروقراطية إدارتها.