ثقافة

هادي الماجري لبوابة تونس: إنتاج جزء ثان من “الزعيم” وارد في هذه الحالة!

“شخصية “كلالا” في “الزعيم” اشتغلت عليها منذ أن كانت مشروع فيلم قبل أن تتحوّل إلى مسلسل وأحمد الأندلسي من اختارني للدور”.. هادي الماجري يُصرّح
صابر بن عامر
هادي الماجري، أو “كلالا” في مسلسل “الزعيم” للمخرج حمدي الجويني، الذي يُعرض في الموسم الرمضاني الحالي على قناة “تلفزة تي في” الخاصة، بات حديث التونسيين وعشاق الدراما التونسية.
بشخصيّته المُربكة والمُركّبة في آن واحد، اقتحم الماجري البيوت والمقاهي ومنصات التواصل الاجتماعي، ليكون أحد نجوم الموسم الرمضاني الحالي، بإتقانه أداء شخصية “كلالا” أحد أفراد عصابة “هرج” (حسام الساحلي) وكاتم أسراره والمسؤول الأول عن جرائمه واعتداءاته المتكرّرة على بطل العمل “هيثم” (أحمد الأندلسي) في السرّ والعلن.
الماجري الذي عرفه جمهور السينما في فيلم “دشرة” (2018) لعبدالحميد بوشناق في دور آكل لحوم البشر، شدّ انتباه جمهور الشاشة الصغيرة هذا العام بحركاته وصمته ولازمته الانتقامية من النساء خاصة، وقوله المُمطّط “يا سعيدة.. يا سعيدة” أو “يا نسنوسة.. يا نسنوسة”، قبل أن يأتي فعله الشنيع في إحدى بطلتَي العمل عائشة عطية وسيرين بالهادي على الترتيب.
انتقائية الأدوار
هادي الماجري جمعه ببوابة تونس هذا الحوار، فطرحنا عليه سؤال: هل كان لا بدّ من انتظارك نحو 8 سنوات بعد فيلم “دشرة” من خلال شخصية “صابر” القاتل بدم بارد لتبرز في دور “كلالا” عبر مسلسل “الزعيم”؟
فقال: “أولا “دشرة” سينما و”الزعيم” دراما تلفزيونية، أتحدّث هنا عن الشخصيات المؤثّرة في العملين، ربما “كلالا” هو دور بطولة شأنه في ذلك شأن دور “صابر” في “دشرة”.
ويسترسل: “وما بين الدورين، قدّمت دور بطولة في فيلم “سفاح نابل” عبر شخصية “خليفة”، كما قدّمت في الدراما التلفزيونية دور “صفوان” في مسلسل “حرقة”، علاوة على أدوار أخرى في مسلسل “معاوية” وفيلم “المابين” وفيلم “جاد” الذي سيخرج إلى القاعات قريبا”.
ويُشدّد الماجري على أنّه لم يبق في حالة عطالة تمثيلية منذ “دشرة” وحتى “الزعيم”، فقد أتته مقترحات لأدوار لم ير فيها إضافة، فرفضها.
ويُضيف: “يُمكن أن أقول إنّني انتقائي في أدواري”.
وعن شخصية “كلالا”، ومن أين استلهم أدوات أدائها.
يقول الماجري: “كلالا” شخصية محورية في “الزعيم”، كنت عرفتها واشتغلت عليها منذ أن كانت مشروع فيلم قبل أن تتحوّل إلى مسلسل، بل وتدخّلت في تفاصيل كتابتها”.
ويسترسل: “وحين أتاني سيناريو المسلسل، كنت جاهزا للشخصية ومتشبّعا بها وبأغوارها، سيما أنّني كنت محاطا بمجموعة مؤمنة بالمشروع، فساعدوني كثيرا على تنفيذها، وأشكر في هذا الخصوص حسام الساحلي المُشرف على إدارة التمثيل في العمل”.
وعن الشخصية وتمكّنه من تجسيد تناقضاتها، يقول الماجري: “للوهلة الأولى اخترت أن أكون بوجهين، أو كما يُقال بالعامية التونسية “نلعب ع الحبلين”، لأنّه من غير المنطقيّ أن أتمكّن من السيطرة على العديد من الشخصيات التي ألاقيها ضمن أحداث العمل، إلّا إذا كنت بوجهين.. بمعنى كنت أقابل الشخصيات النسائية بوجه وطريقة لعب مُغايرة في التعامل مع الشخصيات الرجالية”.
وعمّن اختاره للدور، أكّد الماجري أنّ الفضل في ذلك يعود أساسا إلى أحمد الأندلسي، صاحب مشروع الفيلم الذي تحوّل إلى مسلسل.
وأردف: “لأنّه يعرفني جيّدا، ويعرف مدى عشقي لأداء الشخصيات المركّبة واللعب في المساحات الصعبة”.
وعن أجواء تصوير العمل، شدّد على أنها كانت رائعة.
ويُوضّح: “كنا نعيش وكأننا عائلة موسّعة تعيش في بيت كبير، نسرد خرافة (حكاية) العمل ونتعاون على تحويلها إلى صورة من لحم ودم، وربما لأننا كفريق عمل، أصدقاء في الحياة قبل أن نكون زملاء في المهنة”.
وعن أقرب المشاهد إلى قلبه في العمل، ومع من جمعه، قال بإيجاز: “بصراحة كلّ المشاهد، وكلّ من شاركوني العمل كانوا الأقرب إلى قلبي”.
لعب درامي مُختلف
وحول انتظاراته من شخصية “كلالا” بعد نجاحها، وهل كان يتوقّع نجاح العمل ككلّ وهو ما يزال مكتوبا على الورق؟
شدّد الماجري بقوله: “أنتظر أن تفتح لي الشخصية مساحات أخرى، وأدوارا مغايرة، لأني أرى نفسي اليوم ومن خلال الشخصيات التي قدّمتها على مدى مسيرتي الاحترافية، ودون غرور، كنت في كل مرّة أتفوّق على نفسي، وأخلق أجواء أخرى في اللعب الدرامي وبناء الشخصيات بشكل مُحتلف”.
وأضاف: “الحقيقة إلى حدّ ما كنت أتوقّع نجاح العمل، لأنه مكتوب بشكل جيّد، وفيه مجموعة من خيرة الممثلين التونسيين”.
وحول إمكانية إنتاج جزء ثان من المسلسل، بعد مُلامسة طاقمه نجاحه خلال الموسم الرمضاني الحالي، لم يُخفِ هادي الماجري تفكير المجموعة في إنجاز جزء ثان من المسلسل للموسم الرمضاني القادم، قائلا في تصريحه لبوابة تونس: “إن شاء الله يكون هناك جزء ثان، والفكرة مطروحة أصلا، فقط العامل المادي والشريك في الإنتاج يجب أن يكون متوفّرا وجاهزا لموسم جديد”.
و”الزعيم”، مسلسل درامي اجتماعي يُناقش العديد من القضايا والمشكلات الاجتماعية في تونس عبر مجموعة من القصص المُختلفة.
وهو يسرد قصة البطل “هيثم” (أحمد الأندلسي) الذي يخرج من السجن إثر مكوثه فيه لعشر سنوات.
وذلك بعد أن وقع ضحية مكيدة دُبّرت له من أقرب صحبه، ليجد حياته مدمّرة: زوجته تزوّجت غريمه، ابنه مفقود، وأعداؤه ازدادوا قوّة.
وبين حقيقة ماضيه التي تُلاحقه في كل خطوة والحب غير المتوقّع الذي طرق بابه، يجد هيثم نفسه مُمزّقا بين الانتقام والبدايات الجديدة.
والعمل متكوّن من 15 حلقة، وهو من إخراج حمدي الجويني وبطولة أحمد الأندلسي وحسام الساحلي، إلى جانب كل من مريم بن شعبان، عاطف بن حسين، عائشة عطية، صادق الطرابلسي، فاطمة برتقيس، عربي المازني وهادي الماجري، إضافة إلى توفيق الغربي وجمال العروي، العائدين إلى التمثيل بعد طول غياب، وفي مُشاركة خاصة للراحل حديثا عمارة المليتي.