صدر كتاب “ظلال النّخيل” عن جمعية الشابي للتّنمية الثقافيّة والاجتماعيّة، بعد مُضيّ ستّة وثمانين عاما على وفاة الشاعر التونسي أبي القاسم الشّابي، وهو كتاب يتضمّن مجموعة من النّصوص والأشعار الخاصة به، وثمانية وعشرين رسالة أرسلها إلى أصدقائه أو تلقّاها منهم.

وتُمثّل هذه المجموعة رسائل تُنشر لأوّل مرّة في الكتاب الصّادر منذ سنتين في تونس في طبعة أنيقة ومحدودة النّسخ، من المنتظر أن تصدر في الفترة القادمة في نطاق عربي.

وورد الكتاب في ثلاثة أبواب وملحق به صور ووثائق ونصوص، إضافة إلى تضمّنه عدّة صور أصليّة للورقات الّتي احتوت النّصوص الجديدة.

وخُصّص الباب الأول للنصوص الشّعريّة وقُسّم إلى جزأين، يتعلّق الأوّل بالأشعار التي تُنشر لأوّل مرّة بالاستناد إلى الرّواية (في توزر والمشروحة بالجزائر) وهي مقطوعات وأبيات، وكذلك الأشعار التي تنشر لأوّل مرّة وهي مأخوذة من وثائقه وعددها 31.

ويتعلّق الباب الثاني بالنّثر وتمّ تقسيمه أيضا إلى قسمين، أحدهما مخصص للمقالات والخواطر الأدبيّة (وعددها سبعة) والآخر للقوْل الشّعريّ وعدد نصوصه 15 نصّا متفاوتة الطّول ومتنوّعة المضامين.

ويضم الباب الثالث الرّسائل التي أرسلها الشّاعر أو تلقّاها، وهي سبع رسائل بعثها الشّابي إلى محمّد صالح المهيدي وعبد السّلام الشّابي ومدير مجلّة المقتطف وعبد الخالق البشروش والشّيخ إبراهيم الآجري وعمر إسكندر. 

وتعكس النّصوص الجديدة روح الشابي المتشبثة بالحكمة والتأمّل والرّومنطيقيّة.

وتكشف بعض التفاصيل المخفيّة عن حياته، إذ تتضمّن بُعدين متعانقين في كتابات الشاعر: البعد الذّاتي الذي يلتفت إلى معاناته بسبب الظروف الصحية والاجتماعية، والبعد الوطني الموضوعي الذي يبرز روحا معاكسة لما يظهر للقارئ من النّصوص الذاتيّة التي يطغى عليها النفس التشاؤمي المُحبط.