عرب

“نيويورك تايمز” تكشف عن شبكة تجسس إماراتية على قطر تتكون من خبراء أميركيّين

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن شبكة تجسس إلكترونية إماراتية تتكون من محللين سابقين في وكالة الأمن القومي الأميركية، حيث شملت عمليات التجسّس العائلة القطرية الحاكمة، وعددا من المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

معتقلو 25 جويلية

وبحسب المعلومات التي استقتها “نيويورك تايمز” من ديفيد إيفندين أحد العناصر السابقين بشبكة التجسّس الإماراتية، فإن العملية انطلقت منذ 2014، أي قبل نحو 3 سنوات من الحصار الذي فرض على قطر.

واعترف إيفندين بأنّ أبو ظبي أدارت أنشطة الشبكة في التجسس الالكتروني ضد قطر بشكل رئيسي، لإثبات مزاعم تمويل الإرهاب.

وذكر المحلل السابق في شبكة التجسس، أنّهم كُلفوا بالعمل على إثبات مزاعم بأنّ قطر كانت تموّل جماعة الإخوان المسلمين.

عمليات التجسّس الالكترونية شملت أيضا بحسب الصحيفة الأمريكية، مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، ومنتقدي النظام الإماراتي على منصات التواصل الاجتماعي.

إغراءات مالية وتضليل

وفي حديثه مع الصحيفة الأميركية، كشف إيفندين أنّه جرى تضليله وغيره بعروض مالية مضاعفة تحت غطاء “العمل لحكومة حليفة لواشنطن”.

وتحدّث المحلل السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي عن كيفية تلقّيهم عرضا للعمل في الإمارات من قبل وسيط مع عروض مضاعفة لرواتبهم، كما قيل لهم إنّ العمل سيكون هو نفسه كما كان في وكالة الأمن القومي “نيابة عن حليف مقرّب للولايات المتحدة”، مشيرا إلى أنّ الأمر كان يعتبر امتدادا طبيعيا لحرب أمريكا على الإرهاب.

وصرّح إيفندين أنّه كان يتساءل لعدّة أشهر عمّا كان يفعله في أبو ظبي، إلى جانب ذلك 20 محللا في وكالة المخابرات الأميركية، مقابل مضاعفة رواتبهم إلى 4 مرات، ونمط حياة معفى من الضرائب.

وبدأ ديفيد إيفندين تعقّب الخلايا الإرهابية في الخليج عام 2014، حيث كان وقتها تنظيم داعش قد فرض حصارا على الموصل وتكريت، وقام إيفندين بتتبّع عناصر التنظيم الإرهابي، أثناء قيامهم بإغلاق الهواتف المحمولة وتطبيقات الرسائل.

لاحقا تمّ تكليف المحلل الأمريكي بمشروع جديد من القائمين على الشبكة، ويتعلق بإثبات تمويل قطر لجماعة الإخوان المسلمين.

لاحقا دشّنت شبكة التجسس الإماراتية عملية واسعة لاختراق “أعداء الإمارات” في جميع أنحاء العالم، وطالت مسؤولي الفيفا، ومعارضي النظام الإماراتي على تويتر، وخاصة أفراد العائلة الحاكمة القطرية.

ويضيف إيفيندين “أرادوا أن يعرفوا إلى أين كانوا يسافرون، ومع من سيجتمعون، وماذا يتمّ تداوله أو مناقشته في الاجتماعات”

وأكّد القائمون على الشبكة  للمحلل الاستخباراتي الأمريكي، أنّ هذه العمليات كانت جزء من المهمة أيضا في “الحرب على الإرهاب وسوق الأسلحة السيبرانية”.

لحظة الحقيقة

وتابع إيفيندين أن كل تلك التبريرات تمّ التجرّد منها في اليوم الذي تمّ فيه اختراق رسائل البريد الإلكتروني لميشيل أوبما زوجة الرئيس الاميركي الأسبق باركا اوباما والشيخة موزة المسند والدة أمير قطر الشيخ تميم.

وكانت الشيخة موزة قد دعت السيدة أوباما للتحدّث في قمّتها التعليمية السنوية في الدوحة، وكانت الرسائل تتناول تفاصيل تتعلّق بأمور شخصية، وحجوزات، وتغيير خط سير الرحلة وتفاصيل أمنية – كانت تظهر على أجهزة كمبيوتر المحللين في أبوظبي.

“كانت تلك هي اللحظة التي قلت فيها لا ينبغي أن نفعل هذا، لا ينبغي أن نستهدف هؤلاء الأشخاص”، يضيف إيفيندين.

إثّر ذلك، قرّر إيفندين الانسحاب، وعاد إلى الولايات المتحدة وبات يحذّر زملاء سابقين له من الذهاب للعمل مع شركات مماثلة في الإمارات، كما أخطر مكتب التحقيقات الفدرالي بما جرى، مثلما فعل آخرون تفاديا لأي تداعيات.