وجه عدد من نواب البرلمان الأحد 29 نوفمبر، خلال جلسة مناقشة مشروع ميزانية الدولة وقانون المالية لسنة 2021، انتقادات لأداء رئيس الجمهورية على خلفية عدد من مواقفه السياسية.
وتطرّقت المداخلات إلى قضية صلاحيات رئاسة الجمهورية، في ظلّ ما اعتبرتْه بعض المداخلات تجاوزًا وخلطًا يمارسه قيس سعيّد بين صلاحياته الدستورية، وصلاحيات رئيس الحكومة.
إلى جانب ذلك، طالب بعض النواب رئيس الجمهورية، بمزيد تفعيل مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وتجسيمها، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
النائب سيف الدين مخلوف عن كتلة ائتلاف الكرامة، اعتبر سياسات قيس سعيد تجاوزًا لأسس النظام البرلماني، من خلال إصراره على تمرير تصوراته ومشاريعه، وعدم الأخذ بعين الاعتبار صلاحيات المؤسسة التشريعية ورئاسة الحكومة، مُضيفًا أنّ رئاسة الجمهورية تتصرف “وكأنّ النظام التونسي نظام رئاسي”.
وفي ذات السياق؛ طرح النائب حسونة الناصفي إشكالية تداخل الصلاحيات، المرتبطة بعدد من المؤسسات ذات الصبْغة الإدارية والتنفيذية، والتي ترجع بالنظر إلى رئاسة الجمهورية؛ بحكم قوانين قديمة صادرة منذ التسعينات، أبرزها الموفق الإداري وشركة الخدمات والإقامات، والهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية؛ ما يُعدُّ مخالفة للدستور.
وأضاف الناصفي: “ما علاقة رئيس الجمهورية بالموفق الإداري وشركات الخدمات والإقامات، وهل هناك نصوص في الدستور تجيز أن تكون هذه الهيئات راجعة بالنظر لرئاسة الجمهورية إداريــًّا وماديــًّا؟”.
من جانبها عبّرت النائبة فائزة أبو هلال عن تحفُّظِها، تجاه مشروع ميزانية رئاسة الجمهورية، والذي شهدت ترفيعًا اعتبرته غير مُبرّر في ظلّ الظرْف الاقتصادي الصعب، الذي تعْرفه البلاد بسبب مخلفات الجائحة، وتعمّق عجْز الميزانية العامة، وهو ما يتطلب من المؤسسات الرسمية ترشيدًا للنفقات.
ووجهت أبو هلال الدعوة إلى مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة، التي واكبت الجلسة؛ لإعادة النظر بالميزانية المُقدّمة من رئاسة الجمهورية، واعتماد سياسة التقشُّف.
بدوره اعتبر النائب الجديدي السبوعي أنّ رئيس الجمهورية لم يحترم الدستور، الذي ينصّ على أنّ النظام السياسي هو نظام برلمانيٌّ، وليس رئاسيــًّا.
التدخلات تناولت كذلك أداء الرئيس خلال السنة الأولى من عهدته الدستورية، والذي لم يرْتق بحَسب السبوعي إلى انتظارات التونسيِّين.
وأضاف النائب عن كتلة قلب تونس: “انتظرنا من رئيس الجمهورية أنْ يجمع التونسيِّين ويُقدِّم مشاريع قوانين؛ لمكافحة الفساد وللعدالة الجبائية وللتنمية، لكنه لم ينْجح في تمثيل رمزية رئيس الجمهورية”.
وفي ذات السياق أشار السبوعي إلى أنّه توقّع من قيس سعيد “موقفًا واضحًا وصريحًا” من القضية الفلسطينية؛ انطلاقا من مواقفه وقناعاته في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
أما النائب زهيْر مخلوف فقد اقترح تفعيل التضامن مع الفلسطينيِّين بمناسبة الذكرى، مطالبًا رئيس الجمهورية بإدانة عملية اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زادة؛ بوصفها جريمة صهيونية نكراء تُذكِّر بعملية اغتيال الشهيد المهندس التونسي محمد الزواري.